رئيس التحرير
عصام كامل

ذاكرة علاء مبارك.. السياسي والراقصة !

تحدثنا في مقال الأمس عن ذاكرة علاء مبارك التي يبدو أنها ضعفت، وقلنا إن تنشيط الذاكرة يحتاج إلي كبسولات أو جرعات من ملكات النحل أو التذكرة بالوقائع والأحداث.. وفي حالة حكم الرئيس مبارك فالأحداث كثيرة جدا.. نبدأ بما كنا شهودا عليه..


في أحد أيام ما قبل 2011 دق جرس الهاتف وأدركت بالنظر أن المتصل هو الزميل والصديق العزيز شريف نادر.. كان شريف نادر ولم يزل أحد أهم نقاد وكتاب الفن في مصر .. مجلات وصحف مهمة ساهم في إنجاحها وإشتهر بقدرته علي إجراء أي حوار مع نجوم القمة في مصر ممن يحتار محررو الفن في الوصول إليهم..

 ذاكرة علاء مبارك!

وهو هادئ الطباع وودود إلي أقصي درجة.. قال نادر: أين أنت.. لو كنت وصلت بيتك ارتاح ونلتقي يوم آخر وإن كنت لم تزل في الجريدة فلو فاضي مر علينا.. وقال اسم احد المحلات العامة الشهيرة بالمهندسين..


التقينا وقال شريف بطريقته الواضحة المباشرة: هل تعرف المخرج..؟ إنه يريد أن ينتقل من إخراج الكليبات إلي السينما.. وقد قلت له إنك أفضل من يكتب له.. كان شريف يعرف إن لنا تجربة واحدة في الكتابة ولم تكتمل حيث سرقت الفكرة وقدمت باسم آخر ولم تزل في المحاكم!!


جاء المخرج المعروف.. وتعارفنا وبعد أيام كانت معه الفكرة والقصة والمعالجة الدرامية.. ووافق عليها فورا قائلا لن أقدم إلا هذا الموضوع!

 

التقينا كثيرا حتي في عدم وجود شريف نادر.. ولأسباب تمويلية لم يكتمل المشروع..لكننا كنا نلتقي كثيرا وصارت صداقة.. وذات مرة مرت أمامنا فتاة في سيارة فارهة استقرت في محل مجاور.. أدركنا من رد فعل مخرج الكليبات المعروف أنه يعرفها..

 

وقال إن لها قصة مثيرة.. مثلها مثل كثيرات.. وأشار إلي حيث الحي الشعبي الشهير.. وقال إن الحياة أجبرت الكثيرات علي اختيار طريق غير شريف.. لا عمل ولا مال والحياة لا ترحم والانحراف مصير بعضهن..

اعتراف اسرائيلي خطير ! 

وتتغير حياتهم تماما.. قلت إن الموضوع مثير للكتابة عنه خصوصا التحولات الاجتماعية الممتدة منذ الانفتاح للآن.. ثراء فاحش وفقر بائس.. قال: بل تستحق كتابا.. قلت تستحق كتابا فعلا.. فقال: الحياة بها مصائب كثيرة.. سأعطيك أسرار اكثيرة.. لكن سأروي لك ما لا يمكن نشره علي الإطلاق..

 

قلت تفضل: قال.. كنا في زيارة خارجية إلي إحدي الدول بوفد فني كبير.. عرفت النجمة والراقصة... أنني في صالة المطار فجاءت للسلام وجلست بجواري وسألتني عن أحوالي وحال مشروع كبير كانت تعرف أنني سأدخله.. فقلت إنه معطل لأسباب غير مفهومة ..

 

يكمل هو بدهشة بالغة: غضبت النجمة وأخرجت هاتفها وتعمدت أن تريني الاسم الذي تطلبه فإذا به شخصية متنفذة جدا.. لا يشغل طبعا أي موقع لا في الجيش ولا الشرطة ولكن يطول بنفوذه كل شيء.. رد.. فقالت: بقي يا راجل يا.... ولاد ال..... اللي شغالين في... مش هيبطلوا بقي ال... ثم قالت: "لا معلش يا خويا نتكلم بعدين لما أرجع بس لما أرجع ألاقي الموضوع ده خلصان وشرحت له سريعا الموضوع"!


يقول وهو حزين علي حال البلد وقتها: ارتبكت كما لم أرتبك في حياتي.. الحوار صاعق.. أقدر وقوفها إلي جانبي ومع الحق والحق معي لكن أن تقول ل..... كذا وكذا! وهو لا يغضب!! ومستمر في المكالمة بل واستجاب لها!! شيء لا يصدق والصدمة كانت كبيرة جدا!

سيوف المنابر !
راحت أيام وجاءت واختفي المخرج.. ولم نعد نلتقي.. ووقعت 2011 كما تنبأ ضمنا.. لكن هذه بعض ملامح الدولة التي كانت.. ورجالها الأقوياء.. ممن بقوا في أماكنهم سنوات طويلة جدا.. وهذه بعض ملامح عهد تآكلت فيه القيم.. واختلط فيه الحابل بالنابل.. صراع اجتماعي.. وتراجع في القيم، ومسئوليها كأنهم يملكون كل شيء.. مصائر البلاد والعباد.. كأنها عزب آبائهم.. لا قانون ولا غيره !!
اخر من ينتقد سياسات الرئيس السيسي هو علاء وأخوه وكل المنتمين لذلك العصر !!
وللحديث بقية..

الجريدة الرسمية