رئيس التحرير
عصام كامل

أحد أبطال الصاعقة يروى عدم شعورهم بالصيام يوم العبور وأمنيتهم الإفطار في الجنة

كتيبة الصائمين
كتيبة الصائمين

شهر رمضان شهر النفحات والتعبد والبعض يفضل فيه الأعمال البسيطة أما قوات الصاعقة لها قوانين خارج قوانين البشر فهم أبطال لا يشعرون سوى بالثأر من العدو.

يقول البطل الجندى حسين البربري أحد أبطال الصاعقة والذي شارك في أهم معارك حرب الاستنزاف وهي معركة رأس العش.

 

في الذكرى الـ50 على استشهاده.. ملامح من حياة البطل طيار طلال سعد الله "الكاميكازي"

منذ دخولي الجيش عام 69 تدربنا كثيرًا خلال حرب الاستنزاف على عمليات حقيقية بالذخيرة الحية خلف خطوط العمل وقمنا بأكثر من عمل زلزل الأرض تحت أقدام العدو الإسرائيلي الذي كان يعرف جيدا أنه لا مكان له على أرض سيناء فهي عرين الأسود وساحة الأبطال وأصابه الذعر منذ أن وطأت قدماه أرض سيناء واحتلالها ولكن يوم 6 أكتوبر يوم حرب الشمس النهاية الفعلية لبنى إسرائيل في أراضينا كانت كالعاصفة.

 

ليلة العاشر من رمضان اجتمع بنا اللواء عمر خالد أحد قادة التدريب بالصاعقة لكي يلقى علينا محاضرة واجب العمليات قبل التحرك وقال لنا هذا نوع من التدريب وعندي لكم مفاجأة غدا وجاء يوم العاشر من رمضان وكنا صائمين حتى الساعة 12 كنا نفتكر القائد يمزح معنا ولا توجد أي عمليات فالجبهة فيها صمت قاتل وزملائي من عناصر التمويه يسبحون في مياه القناة وفي الجهة الأخرى الجيش الإسرائيلي في حالة استرخاء كامل ولم نسمع طلقة واحدة اليوم ولكننا أخذنا أمرا بنفخ القوارب وأعددناها للعبور وفجأة وفي تمام الساعة الثانية والخمس دقائق وجدنا الطائرات المصرية تقتحم القناة في طريقها لأرض سيناء دون اعتراض من اليد الطولى لإسرائيل.

وارتفع الهتاف الله أكبر الله أكبر وارتفعت هامات الرجال وانطلقوا كالسيل العرم إلى الضفة الشرقية للقناة دون الإحساس بالجوع والعطش بالرغم من حرارة الجو الذي يسقط الطيور صرعى من السماء ونسينا أننا صائمون  18 ساعة اقتحمنا فيها الأرض المحتلة ولم نشاهد فيها جنديا إسرائيليا واحدا يدافع عن نفسه وكانوا يواجهونا من خلال الدبابات والمدرعات أو من الخنادق المحصنة ونحن فاتحين صدورنا للرصاص ولم نتذكر أننا صائمون إلا بعد 18 ساعة فاخرحنا بعض بسكويت العجوة وكان وقتها أحلى وأطعم من وليمة بها كل ما لذ وطاب مع رشفة مياه من الزمزمية الميري.

وكانت هذه أهم ذكرياتي عن يوم العبور يوم العاشر من رمضان كلنا يقاتل وله أمنية واحدة أن ينال الشهادة وهو صائم  ويفطر مع الرسول والصحابة ولكن الله لم ينعم علينا بالشهادة بالرغم من أننا قاتلنا وأحسنا القتال.

سيناء جاءت بالعرق والدم ولكنها أغلى من أرواحنا ومستعدين نحارب وإذا استدعينا للقتال مرة أخرى نعود فارض مصر الطاهرة تأبى ويأبى أبناؤها أن يدنسها أي محتل ، فتحية لأرواح زملائي الذين استشهدوا في هذا اليوم وتحية للذين على قيد الحياة ولكنهم شاركوا في تحرير الأرض التي أصبحت الآن قطعة من الجنة أتمنى من الله أن تبقى في حضن مصر إلى الأبد ولا يدنسها محتل مرة ثانية.

الجريدة الرسمية