رئيس التحرير
عصام كامل

تجديد الفكر.. والتطاول على شيخ الأزهر!

هناك نوعية من البشر نبتت خارج الرحم الطاهر لمصر التي سوف تطهر نفسها منهم ليعودوا من حيث أتوا بعد أن تجف منابع تمويلهم وينحصر عنهم الدعم اللامحدود الذي تغدق عليهم به دول لا هم لها إلا هز استقرار أرض الكنانة وتركيعها.. لكن هيهات هيهات ما يمنون به أنفسهم..

 

وإذا كانت جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها قد نسوا قيمة مصر؛ فمصر هي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض، فسأله أبو بكر: لمَ يا رسول الله فردَّ عليه: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم الدين".. ومصر هي التي قال عنها ابن عباس "سُميت مصر بالأرض كلها في عشرة مواضع بالقرآن"، ووصفها يوسف عليه السلام بأنها خزائن الأرض.

 

اقرأ أيضا: فروق شاسعة

 

مصر بلد آمن، من يدخله يشعر بالأمن والسلام، ومهما يعتريها من أمراض وما يجابهها من تحديات فإنها أبدا لا تموت؛ فالمرض عرض، والجوهر صحيح أصيل عفي عصيٌّ على الهضم والتذويب.. فيا أبناء مصر احترسوا واحذروا دعاة الفتنة والشائعات والهدم الذين حذرنا منهم مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي الذي اتخذ البعض مما جرى في إحدى جلساته من حوار علمي وموضوعي بين الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وبين د.عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة حول التراث، ذريعة للوقيعة بين الطرفين واختلاق جدل بيزنطي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الثقافية والسياسية..

 

اقرأ أيضا: تفوقوا على إسرائيل!

 

وكنت أرجو لو لم يشغلنا مثل ذلك الجدل عن محاربة الإرهاب والتصدي للعنف، حتى لا تغرق الأمة في سفاسف الأمور، وتتلهى عن قضاياها المصيرية، ذلك أن البعض لم يكتف بذلك بل اتخذوه ذريعة للتطاول على شيخ الأزهر..

 

ناسين أن من بين أهداف ذلك المؤتمر تفكيك المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالجهاد والقتال في الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكتروني، وإبراز المواطنة من خلال رؤية شرعية معاصرة، والحديث عن دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي، مثل مؤسسة الأزهر الشريف، ووزارات الأوقاف، ودور الإفتاء، والجامعات والمعاهد العلمية وهو ما نحتاجه بشدة في مثل هذه الأيام التي يراد فيها ضرب الدول بأيدي بعض شبابها المغرر بهم بمفاهيم دينية متشددة ومغلوطة.

الجريدة الرسمية