«نيل الخلود» قصيدة جديدة لمحمود رمضان

أيا نيل الخلود يسري بالحياة في العروق والشريان
يبث الروح فينا والسر عتيق الأثر منذ فجر الزمان
تحمل ضفتيه كنوز الحضارة والمجد والعلا والبيان

ينساب الموج بالفرح يغازل بعضه والمصبان
يمزج الطين البكر بالماء فينبت العود عودان
أنشد من ثمار النخيل أغنية شموخ تطرب الأذان

أيا شراع مصر والمنبع والبحيرات والخلجان
الدوح يروي بالرحيق والفيافي روض الرحمن
الفلك خاضت غمار المنبع ومينا يصدر أمران
يدحر العدوان ومنبعه ويثبت الملك ويطهر الجريان
اللواء نبراس للفراعنة تماسيح نيل مصر والسودان

أنا والنيل قصيدة عشق والعروس هاميس البلدان
السد منيع الأساس والزعيم ينقش الفخر فرمان
تتطاول الأعناق رفعة..أفريقي أنا ومصر العنوان
وبورتسودان شقيق قنا وأجراس سواكن يسمعها أسوان

إذا حنت دمياط شوقا للجنوب تسير القوافل لأم درمان
تقام الولائم بالخرطوم والفرح يعم كسلا ودنقلا والدمزان

نقش الفراعنة مجدهم هناك والبحيرات والجوار شاهدان
سفن حتشبسوت رست قديما وتماسيح الحاضر جاهزان
لن يظمأ رشيد يوما في التاريخ ولن يتوارى السودان
يا هبة النيل ويحك فالإيمان درع واليد صولجان

بالعلم والتعليم والطب تهدي مصر أشقاء الإنسانية الخلان
إن نبغ أفريقي فعز لنا والمصدر الهرم وسره كأمنان
العدل شرف والسياسة منهج والسلم يدحض الطغيان

سر يا نيل أمننا وزد في الحضارة وأروي كل ظمآن
مرحبا قدوم الأشقاء فالقاهرة ومصر لكم موطن ثان
العين اليمنى زاد خير واليسرى ينابيع شهد ورمان