رئيس التحرير
عصام كامل

بالوثائق.. ثورة في «الكنيسة المصرية» بسيدني.. أسقفها أسند الإدارة المالية لـ«ابن عمه» المتهم بالسرقة.. «شنودة» أوقفه ولجنة بعضوية «البابا الحالي» أعادته.. والكن

الأنبا دانييال
الأنبا دانييال

دائمًا تأتى رياح الشتاء محملة بالعواصف وتلبد السماء بالغيوم، ولو كانت ثورة طبيعية لاجتاحت الحابل والنابل.. هكذا يعيش الكثيرون من أقباط المصريين بمدينة سيدنى الأسترالية من معاناة التعامل مع أسقف الإيبارشية.


قرار البابا شنودة
الأنبا دانيال أسقف سيدنى، وتوابعها، سودانى الجنسية الذي يجلس على رأس الكنيسة القبطية المصرية هناك، رغم استبعاده في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، بقرار باباوى في ديسمبر 2008 وأيضا قرار المجتمع المقدس عام 2009، نظرًا لكثرة الشكاوى من تصرفاته الأمر الذي وصل لحد الاحتجاج والتظاهر ضده، واستدعائه الشرطة للقبض على أبناء الكنيسة.

ليس هذا فحسب بل أسند كافة الأمور المالية لأقاربه، وفقًا لتصريح مصادر داخل الإيبارشية لـ«فيتو»، فكانت الغضبة وجاء القرار وقتها.

شروط العودة
وفى أغسطس 2012 بعد مضي نحو 6 أشهر على رحيل البابا شنودة لمثواه الأخير، شكل الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، آنذاك، لجنة لبحث عودة الأسقف مجددًا للخدمة، ضمت" الأنبا تواضروس، البابا الحالى، والأنبا دانيال، رئيس دير الأنبا بولا، والأنبا يوسف، أسقف جنوب أمريكا، وبعد تقارير، ومباحثات ولقاءات جمعت بين "باخوميوس" وأراخنه "عدد من كبار المسيحيين المصريين" من الكنيسة بسيدنى بينهم "خيري جريس، سمير حبش، فكرى مكس، صفوت تادرس"، للوصول لنقاط تلاقى، طالبوا بشروط 9 مقابل عودته للإيبارشية وفقا لرغبة الكثيرين من أبناء الكنيسة هناك، منها "خضوع الأمور الإدارية والمالية للكنيسة الأم بالكاتدرائية، ووقف المشروعات، تصفية تدريجية للقائمين على الأمور المالية خاصة بأن جميعهم أقارب الأسقف، وعدم رسامات الكهنة إلا بالرجوع للكنيسة الأم، وعودة بعض رهبان دير الأنبا أنطونيوس لمصر".

اعتراض
وطرح "باخوميوس" المطالب في سيمنار مجمعى للأساقفة للتصويت عليه، فيما اعترض الأنبا يسطس - رئيس دير الأنبا أنطونيوس، قائلا: "من يقبل العودة لإيباراشيته دون صلاحيات أو سلطان"، وفقًا للمصادر يمكث في إيبارشية سيدني نحو 8 رهبان تابعين لدير الأنبا أنطونيوس.

ثورة شعب
وانتهى المجمع إلى قرار بإعادة الأنبا دانييال للإيبارشية بينما احتج الكثيرون من المسيحيين في سيدني معللين ذلك بالآية «من حق الشعب أن يختار راعيه».

«فيتو» حصلت على مخاطبات ومستندات بشأن المخالفات التي تم رصدها بإيبارشية سيدني.

عقب عودة الأسقف لمهامه لجأ إلى أسلوب جديد في الإدارة واستعان بالكثيرين من السودانيين ليرسم كهنة ليكونوا عونا له في قراراته – حسبما تقول المصادر.

عاد لينتقم
وكشفت المصادر، أنه استعان بذات الأسلوب الذي استبعد من أجله، وأتى بالقس يوسف فانوس، زوج ابنة عم الأسقف، ليكون معاونا له في المواجهة على اعتباره يخوض حربًا ضارية ضد معارضيه الكثيرين؛ بالإضافة لإسناد مهام المراقبة المالية والإدارية لابن عمه سيمون سيفين ميخائيل -تعده مصادر كنسية أنه بسلطات مطلقة داخل الإيبارشية.

وقالت المصادر، إن الأسقف انتهج أسلوب الأهل والعشيرة في الهيمنة على مقاليد الأمور، واستدعى عددًا من السودانيين المتواجدين بولاية ادلى التابعة لأستراليا لرسامتهم قساوس بالإيبارشية.

قضايا فساد
وكشفت وثائق كتابية وجهت للبابوين الراحل والحالى، أن سيمون سيفين ميخائيل، ابن عم أسقف سيدنى، متورط في العديد من وقائع الرشاوى حينما كان يعمل بمصلحة الجمارك بالسودان، قبل هجرته لأستراليا، بالإضافة لضبطه حال سرقته شريكه بأحد المصانع، ورغم ذلك لازال مسئولا ماليا عن الإيبارشية - بحسب الوثائق.

انتقاد
وتزداد حالة الغليان بين أبناء الكنيسة بسيدنى، عقب اعتزام الأسقف شراء قطعة أرض بإحدى المناطق الصناعية بمبلغ يتجاوز الـ 3 ملايين دولار لبناء كاتدرائية خصيصًا ليشرف عليها القس يوسف فانوس، زوج ابنة خالته، وانتقد عدد من مسيحيي سيدني تجاهل البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، الشكاوى التي أرسلوها لمكتبه بالمقر الباباوي.

وأبدت المصادر استياءها من استمرار الأسقف في رسامات كهنة تتجاوز أعمارهم الـ 60 عاما، مستشهدين بعدد من الحالات منها رسامة القس بيشوى واصف في كنيسة مارمرقس ومارجرجس في برسبن، والقس مايكل فانوس بكنيسة مارمرقس نيوكسل، ما يؤثر على خدمة المسيحيين المصريين في تلك الكنائس ويدفع الشباب للعزوف عن المشاركة في فعاليات الكنائس - على حد قول المصادر.

رد الكنيسة القبطية
وبدورها « فيتــــو» تواصلت مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للرد على كل ما أثير حول أسقف سيدنى.

قال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن "سيمون" موظف ويخضع تحت إشراف لجنة الإدارة المالية التي تضم عددا من أبناء الكنيسة بسيدنى، والتي تخضع في مجملها لأسقف الإيبارشية كما هو متبع؛ نافيًا أن يكون ابن عم الأسقف هو المدير المالى للإيبارشية كلها.

مصدر ثقة
أوضح "حليم" في تصريح لـ«فيتو»، أن تعيين أحد أقارب الأسقف بالإيبارشية ليس وصمة عار الأهم النزاهة والكفاءة بالإضافة لكونه مصدر ثقة ويعمل تحت إشراف لجنة كاملة.

عن الاتهام الموجه لابن عم الأسقف، رد المتحدث الرسمى للكنيسة، «طالما ليس هناك ما يثبت قانونيا إدانته فلا حديث عن اتهامات، وما يجعل الإبقاء عليه هو معيار الكفاءة».


وبشأن رسامات كهنة تجاوز الـ 60 عاما من العمر، قال "حليم"، إن الوحيد الذي يعرف أمور إيبارشيته هو الأسقف، بالإضافة أن اختيارات الكهنة تكون بالتذكية وانتخاب أبناء الكنيسة، وضرب مثلا لو اعترض 20 من أصل 300 مؤيد فهذا أمرا وارد.

وأكد، أن نقل الكهنة من كنيسة لأخرى داخل الإيبارشية أمر رعوى ويخص الأسقف بالدرجة الأولى.

وعما يثار عن بناء كنيسة خصيصًا لأحد الكهنة من أقاربه، أوضح المتحدث الرسمى للكنيسة، أن القس يوسف مستأجر قاعة يصلى فيها مع الشعب والرعية، وأن بناء كنيسة جديدة فإنها ستكون مجاورة لمبني المطرانية ولن تبني قبل 4 سنوات.

تقرير دوري
وعن أمور البنود التي توافق عليها الكنيسة القبطية بالقاهرة مع أراخنة كنيسة سيدنى، وعدم تطبيقها، كشف المتحدث باسم الكنيسة، أن الأنبا دانيال يقدم تقريرا عن الأمور المالية بالإيبارشية للكنيسة الأم بالقاهرة.

وقال إن "الأسقف ليس منزوع الصلاحية إنما يدير إيبارشيته، ويعد تقارير مالية يعرضها على الكنيسة الأم وهو أمر يحدث مع الأساقفة حديثى الرسامات فقط، وذلك لا يعنى إدارة الأسقف لإيبراشيته".

وعن بند تصفية الإداريين من أقاربه، أوضح أنه تمت التصفية فعليا ولم يبقَ بالإيبارشية من العاملين فيها سوى "سيمون".

الجريدة الرسمية