رئيس التحرير
عصام كامل

5 صور إبداعية مضيئة

فيتو

ثمرة توت

قالت أحبك..
قبل الأرض تحت قدميها..
غرست شجرة صغيرة..
حرص على أن يروي جذورها..
في نهاية العام الأول من عمر حبهما..

أزهرت أغصانها وأثمرت أشهى ثمار التوت الأبيض..

حلو المذاق..

تعاهدا على الوفاء..
ذبلت شجرة التوت..
عرفت طعم الظمأ..
فلا الماء ولا الساقي باق

عذوبة فرعونية

جاءت من صعيد مصر..
تختبئ خلف ثياب مصرية عتيقة..
يجسد لونها القمحي عذوبة فرعونية..
تمتد جذورها أبعد من الزمن..
يفوح عطر الشيم في وجودها..
حلمت أن تدرس الآثار..
تبتسم بجواره وهما جلوس على مدرج دراسي..
ذهبا معا في رحلة بحرية..
قالت: "أنت مش شايف القمر اللي جنبك"..
استدار..
نظر إليها..
غاب الزمن..
وكانا على موعد بعد مرور ربع قرن من الزمان..
وكأن قاموس الكلمات ثابت لم تتغير حروفه وتعبيراته..
كل المنى والأماني تحققت..
اختصرا قرونا مضت في كلمة
غاصت في بحور القصيدة..
لم تلتف مرة ثانية..
اشتاق هو إليها..
صارت قصيدته التي لم تكتمل بعد


الأمل باق
تعبت الأرض من قهر فؤوس الفلاحين منذ زمن بعيد..
وأصبح الجفاف عنوانها في كتاب السنين..
وتعطش الروح لذكرى هطول الأمطار وعنفوان سيل جارف من جديد..
وتتشقق الأرض من لهيب حرارة البراكين..
ويتوق القلب للحنان وهمس المحبين..
تُزهر الورود بمياه الأمل..
الأمل باقٍ..


قطة هذا الصباح

رأيتها تترقب..
تعاتب..
تنظر..
وجهها يشع بعينين ذهبيتين..
تحذر..
تتأمل..
تتألم..
تستعد للرحيل..
تنطلق إلى آفاق أرحب..
تعود باكية..
تتوسل الأمان..
تغضب..
تغرس مخالبها في الأرض..
انتظرتها تموء ولو مرة واحدة..
لكنني لم أسمع..
حاولت وحاولت..
هيهات هيهات..
فهي " تتر" الخرساء..
قطة هذا الصباح

ياسمينة بيضاء في كشكول

نظر إليها..
أجابت وهي تحتضن كشكولا وتقلب صفحاته..
أنا صفحة بيضاء مثل هذه الصفحات..
لم يعرف المداد إلى سطورها سبيلا..
عشقت..
أحبت..
عشقها..
وعشق الترحال فيها..
ونظرة عينيها جواز المرور..
عبرت بأعذب المفردات..
"جسدي ينتفض كأن المسام التي نامت دهرا تستفيق لتجن..
يصير أبعد خلاياي عن قلبي قلبا..
أصابعك تعزفني موسيقى "..
عبرت أكثر..
" أنت بطلي"..
ذابا عشقا..
صاغ كلماته لها كسلاسل ذهبية..
نبضي..
قلبى..
روحي..
إحساسي..
اشتقت لك..
أحبك..
أزهرت أشجار الفل والياسمين..
وغردت العصافير..
مزقت صفحات الكشكول..
حاولت أن تمحي ذكريات العشق..
هاجرت إلى بلاد بعيدة..
طلبت اللجوء إلى قلب خال..
رفض الطلب..
عادت إلى قلبه..
هو وطنها الأبدي
الجريدة الرسمية