رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا تطبع مع إسرائيل.. أردوغان يدرس مستقبل العلاقات التركية مع "حماس".. كاتب فلسطيني انقرة أول دولة إسلامية اعترفت بتل ابيب.. و"رجب" يسعى لتحسن علاقته مع الغرب عن طريق اليهود


أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أن الحكومة التركية تتجه نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل عقب تجميد العلاقات بين البلدين في عام 2010.


اثار إعلان أردوغان التطبيع مع إسرائيل جدل واسع بين المحللين حول مستقبل العلاقات بين تركيا وحماس، في ظل تأكيد البعض أن إسرائيل ناقشت مع انقرة دعمها لحماس، وطالبت تركيا بوقف هذا الدعم.

ويوضح الكاتب الفلسطيني محسن صالح في تقرير على موقع ميدل ايست مونيتور البريطاني أن علاقة "تركيا" بحماس تتحكم بها حسابات انقرة الخارجية والداخلية وانها ترعي مصالح الدولة التركية في هذه العلاقة.


ويؤكد تركيا أول دولة مسلمة اعترفت بإسرائيل بعد إنشائها في عام 1948 وأنشأت لاحقا علاقات دبلوماسية كاملة معها وفي حكم النظام العلماني المدعوم من الجيش حافظت هذه العلاقة لفترة طويلة جدا.

ومع ذلك، عندما شكل حزب الرفاه الإسلامي برئاسة نجم الدين أربكان حكومة ائتلافية في عام 1996 مهد الطريق لرؤية جديدة تقوم على الانفتاح على الشرق وتفعيل العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي وتبني قضاياهم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

تطوير هذه العلاقات أكثر بعد حزب العدالة والتنمية عندما تولى السلطة في عام 2002 وحاول الحزب لعب دور إقليمي فعال ومؤثر، من خلال اعتماد سياسة خارجية إستراتيجية، قائمة على الآتي:

يرى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أن دعم القضية الفلسطينية سياسية وإنساني يجذب قطاعات واسعة من الأتراك الذين يدعمون الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل.

أن أردوغان يدعم حماس بسبب الخلفية المحافظة والإسلامية للحزب، شريطة أن لا يؤثر هذا العم سلبا على برامجه المحلية أو علاقاته الإقليمية والدولية.

ياتي تقرب أردوغان من القضية الفلسطينية كبوابة للمنطقة العربية والشرق الأوسط، ويساعده على لعب دورا رئيسيا في البيئة الإقليمية المحيطة بتركيا.

كما تاخذ تركيا في الاعتبار النهج الرسمي العربي للقضية الفلسطينية، واعتماد المبادرة العربية للسلام، والتطبيع مع إسرائيل، بالإضافة إلى التعامل مع قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها القيادة الرسمية للشعب الفلسطيني والحفاظ على علاقات جيدة معها.


تراعي تركيا عضويتها في منظمة حلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة شمال الأطلسي بالإضافة إلى رغبة تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وبالتالي لا تتجاوز خطوط معينة أو السياسات التي قد تؤدي إلى أزمة في علاقاتها مع هذه القوى.

كما تأخذ الحكومة التركية في عين الاعتبار العلاقات الرسمية بين تركيا وإسرائيل على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ولا تتخذ مواقف قوية ضد إسرائيل وتراعي أن تكونانتقاداتها تدريجية لتجنب اهتزاز الموقف الداخلي للحزب أو التسبب في أي مواجهة مع الغرب.

يدرك حزب العدالة والتنمية التي تتصرف في إطار نظام سياسي علماني وفي بيئة تحكمها الديمقراطية وصناديق الاقتراع. بل هو أيضا على علم بأن لديه الكثير من الأعداء في الساحة المحلية، لذا يراعي بعض القوى الغربية أن لديها أدوات لتأثير التي من خلالها يمكنهم العمل على احباط الحزب في الانتخابات من خلال تشويه صورتها أو تشجيع ودعم معارضيها.

وبالتالي فإن الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية تأخذ في الاعتبار عددا من العوامل في التعامل مع حماس وهي حريصة على تجنب الدعم العلني للمقاومة الفلسطينية أوتحد صريح مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والقوى الغربية الأخرى لأن ذلك يعد لعب في المنطقة الرمادية وسط الحسابات الداخلية والإقليمية والدولية المعقدة.

يرى محللون أن تطبيع تركيا وإسرائيل يأتي نتيجة فقدان تركيا نفوذها في الشرق الأوسط بعد الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين في مصر لذا فهي تبحث عن صديق جديد قوي في المنطقة يمكنها من لعب دورا في القضايا الرئيسية من أجل مصالحها.

ويؤكد المحللون أن تركيا تتجه نحو إسرائيل من أجل نيل رضا الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بعد انتقادات عنيفة وجهت للحكومة التركيا بعد الكشف عن فساد مسئولون في الحكومة التركية.

ويرى البعض أن إسرائيل عرضت على تركيا تحسين وجة أردوغان عند الغرب بعد الهجوم الغربي العنيف لرئيس الوزراء بسبب تعاملة مع المظاهرات في الشارع التركي فضلا عن وقف إسرائيل دعمها للمعارضة التركية.

كما يأتي التحرك التركي نحو إسرائيل بالتزامن بالتحرك نحو إيران الأمر الذي دفع المحللون إلى الاعتقاد أن تركيا تحاول الضغط على الحلف العربي الجديد بقيادة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات.
الجريدة الرسمية