رئيس التحرير
عصام كامل

رجال الشرطة


لم يطاوعني قلبي ولم أستطع أن احتفل بعيد القيامة المجيد.. لم أذهب للكنيسة للاحتفال بليلة العيد.. كيف أفرح أو ابتهج بينما يتساقط خيرة رجال مصر من الشرطة غيلة بأياد دامية وآلة قتل لا تتوقف.. تقتل بخسة وجبن.. تصل من يدافعون عن أمن الوطن وسلامة شعبه.. يخرج هذا الرجل المهيب لواء، عميد أو بأي رتبة.. ومعه شباب من الجنود.. يتركون منازلهم وأسرهم الكريمة في السابعة صباحا ليوارون الثري بعد صلاة الظهر.. في جنازات عسكرية مهيبة.. اعتدنا عليها وكسرت قلوبنا وأصبحت مناسبة أو مأمورية ثابتة في أجندة عمل رئيس الوزراء ووزير الداخلية.


وعند مروري الدائم بنقاط التفتيش الشرطية الثابتة تصورت أنه من الممكن حمايتها بإقامة برج بجوار كل نقطة يبعد عنها عشرات الأمتار يعتليه شرطي أو أكثر.. فإذا قام هجوم غادر -لا قدر الله- على الكمين الثابت يتنبه برج المراقبة ويتعامل مع الجناة خاصة إذا أقيم مطب اصطناعي بين الكمية والبرج لا تستطيع أن تعبره الدراجة البخارية بسرعة.

والغريب أن هؤلاء الضباط العظام يخرجون من منازلهم صباحا كأنهم في نزهة وسيارة الشرطة بجوار المسكن بها سائق وحارس..
والسؤال الملح.. أين تم تفخيخ سيارة عميد الشرطة بالأمن المركزي الشهيد أحمد زكي؟ بالطبع ممكن استبعاد ذلك أمام المنزل في وجود الشرطيين.. أين باتت هذه السيارة في ليلة الحادث.. هل في الشارع أم في مأوي شرطي أم بجوار نقطة الشرطة..؟ يستطيع أي جبان أن يرقد بجوارها لدقائق ويفخخها في ظلام الليل.

أما هؤلاء الشهداء فلهم واجب في رقبة كل مصري.. من أجل بيته وعائلته ومن أجل الوطن.. أقترح على الشعب المصري أن يعبر عن حبه وتقديره لهؤلاء الرجال الذين يؤمنون حياته بأن تطلق حملة تبرعات من أجل شهداء الشرطة وأن يخصص لكل ضابط شهيد مبلغ مليون جنيه.. هذا المبلغ لا يساوي شيئا هذه الأيام.. بالكاد يغطي ثمن شقتين لأبناء الشهيد إذا كانوا على وش جواز.. وللضابط الصغير للمساهمة في تربية أطفاله.. ومن المؤكد أن هذا الشعب الأصيل لن يبخل على حماة أمنه.. وسيكون لهذا التقدير المادي صدي جميلا عند أسرة الشهيد لأنه تقدير شعبي بجوار التقدير الرسمي من الدولة.
حمي الله مصر وشعبها وحمي شرطتها وجيشها.
الجريدة الرسمية