رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ساخرون.. راديو القرية Fm!


لفت أنظار الوسط الإعلامي بسرعة هائلة هذا المولود الناشئ الطالع بسرعة الصاروخ والمسمى بـ"راديو القرية fm".

استطاع تحقيق نجاحات كبيرة في الأوساط الريفية وبين جموع الفلاحين، وذلك لأنه ولأول مرة توجد على الساحة وسيلة إعلامية تخاطب هذه الشريحة وتحدثها بلكنتها وتخاطب أهلها بلهجتهم الريفية الحريفة المذاق، كما أن مادة البث جاءت متفقة تماما مع ميولهم واهتماماتهم البسيطة.


فقد وقف صميدة بجانب وهيبة يرقصان على أنغام أغنية "تحت السجر يا وهيبة ياما كالنا برتقان" لشاعر الفلاحين والناس الغلابة كما يحب أن يطلق عليه "عبد الرحمن الأبنودي" وبعد انتهاء الوصلة الغنائية جلسا سويا تحت الشجرة حيث بدآ حديثهما الهامس المفعم بالرومانسية.

صميدة متنهدا بقوة: والله يا بت يا وهيبة راديو القرية إف إخص ده حسسنا إن إحنا موجودين في الدنيا دي بجد وإن في حد بيهتم بينا وبمشاكلنا وعمل لنا برستيز جامد جدا في وسط الناس..
وهيبة ضاحكة بدلال: يوه جتك إيه يا واد يا صميدة.. اسمه القرية إف إم مش إف إخص وكمان البتاع اللي بتقول عليه برستيز ده.. اسمه برستيج.
صميدة: إيه يا بت إنتي ده؟ هو انتي يعني بتستعرضي عضلاتك الثقافية علىّ يا بت ولا إيه؟

وبينما هما في أخذ ورد، يبدأ برنامج الفن الشعبي الذي يقدمه شاعر الفلاحين الأبنودي، حيث يخاطب صميدة وهيبة قائلا: اسمعي يا بت اسمعي البرنامج ده حلو قوي ده بتاع الخال عمنا عبد الرحمن الأبنودي ربنا يعمر بيته اسمعي كده يا بت ده كله أنس وحظ وفرفشة.

يبدأ عبد الرحمن الأبنودي في تقديم البرنامج بقوله: أعزائي المستمعين ازيكم نلتقي بكم اليوم كالمعتاد مع برنامجكم "الفن الشعبي" واللي انتو بتختاروا بنفسكم أغانيه، ودلوقتي معانا اتصال مستعجل جدا ونقول ألو مين معانا؟!! أيوه شندويلي.. ازيك يا واد يا شندويلي؟!
شندويلي متعجبا: أنت عرفتني؟!!.. إزيك يا خال عامل إيه؟ أنا سعيد جدا براديو القرية وبحضرتك وبالبرنامج على فكرة أنا خالي كان صاحب حضرتك من زمان من أيام وانتو عيال صغيرين.
الأبنودي مستفسرا: انت خالك مين يا شندويلي فكرني كده؟
شندويلي: خالي هو المعلم حراجي القط.. ده أنت حتى قلت شعر فيه من عمنول يا راجل لحقت تنساه كده بسرعة؟!!
الأبنودي ضاحكا: أيوه.. أيوه.. افتكرته ده واحشني قوي يا ولا.. ابقى سلملي عليه كتير قوي.. ها عايز تسمع إيه في برنامج خالك الأبنودي؟
شندويلي: عايز أسمع سيدي منصور.
الأبنودي غاضبا: منصور إيه وبتاع إيه إحنا هنا في راديو القرية انت فاكر نفسك في قناة مزيكا ولا ميلودي يا ولا؟!!
شندويلي بحسرة: طيب يا خال يعني مش هينفع؟.. خلاص سمعنا بقى الريس متقال ولا رشدي ولا أقولك أنا حاسيبها لذوقك إنت يا خال.
الأبنودي بسرور: طب يا ولا مع السلامة.. وما دام سيبتها لذوقي بقى.. يبقى مفيش غيرها يا ابني الأغنية الوطنية العظيمة "تسلم الأيادي".

وبعد انتهاء مصطفى كامل من أغنيته الشهيرة يأتيه اتصال آخر من مرتضى منصور المرشح الرئاسي بذات نفسه غاضبا: إزيك يا عم الأبنودي ولا تحب أقولك يا خال برضه؟
الأبنودي قلقا: مرحب.. مرحب.. أخونا مرتضى منصور المرشح الرئاسي المحتمل.
منصور بغضب أكثر: ولما أنت عارف إني مرتضى منصور وعارف إني مرشح رئاسي يبقى ينفع اللي انت عملته ده يا عم الأبنودي.. ينفع كده؟!!
الأبنودي محتارا: خير بس يا عم مرتضى.. سلام قولا من رب رحيم.. إيه اللي إحنا عملناه بس؟!!
مرتضى عازفا على نفس النغمة: إيه اللي أنت عملته؟ أيوه.. اعملهم يا اخويا على.. اعملهم.. على فكرة صورك اللي أنت متصورها اليومين دول وسط الزرع مع أخينا اللي انت عارفه كويس عندي، وسيديهاتك كلها من أيام عبد الناصر لحد النهاردة كلها موجودة في الحفظ والصون وممكن أطلعهملك في أي وقت.. أيوه خلي بالك.
الأبنودي وقد بدأ صبره ينفد: إيه بس الموضوع يا عم مرتضى قسما بالله أنا مش فاهم أي حاجة.
مرتضى لاقطا طرف الخيط: مش فاهم حاجة.. لا أقولك أنا.. إزاي يا راجل يا محترم انت يتصل بيك مواطن مصري أصيل على ما أظن اسمه شندويلي ويطلب منك أغنية "سيدي منصور" تقوم سعادتك مهزأة وحاطط له بدالها أغنية "تسلم الأيادي" مش ده يبقى غش بين وتحيز واضح لمرشح على حساب الآخر؟!! ينفع كده أنا أطالب من موقعي هذا أن يذيع الراديو بتاعكم أغنية سيدي منصور كل يوم بل كل ساعة وفي كل مرة تذاع فيها أغنية تسلم الأيادي تذاع برضه زيها عشان محدش أحسن من حد، وعشان يكون المناخ الانتخابي سليم وخالي من التوجيه والتحيز انت فاهمني ولا لأ؟!!
الأبنودى متخابثا: يا سلام.. هو ده اللي مزرزرك قوي كده يا عم مرتضى؟!! خلاص اقفل سعادتك الخط وإحنا هنذيع لك سيدي منصور خمسين مرة مش مرة واحدة بس..
وبعد أن يغلق مرتضى الخط يقول الأبنودي لمستمعيه: والله يا إخوانا أنا باعتذر ليكم جدا عشان مخرج البرنامج بيشاورلي إن وقتنا انتهى.. وباقول لأخويا وحبيبي ونور عنيا من جوه الأخ مرتضى منصور خيرها في غيرها.
Advertisements
الجريدة الرسمية