رئيس التحرير
عصام كامل

حمدين صباحي: مستمر في المنافسة حتى أضمن وصول السيسي لمقعد الرئاسة!


بعد أن أجريت حواري مع المستشار مرتضى منصور والذي تم نشره في العدد السابق بنفس هذه المساحة والذي صرح خلاله بأنه «رشح نفسه علشان يغلس على حمدين»، وتناقلت كبرى المواقع والوكالات الإخبارية هذا التصريح فوجئت بردود أفعال غريبة..


لكن أهم ما أثارنى هو تلك الرسالة التي وجدتها على تليفونى المحمول صباح اليوم التالى من نشر الحوار، والتي أرسلها لى المرشح الرئاسى حمدين صباحى، حيث جاءت على النحو التالى:

(عزيزتى سطوطة هانم.. أشكرك على هذا الحوار الرائع مع المستشار مرتضى منصور.. والذي اعترف خلاله بأنه ما أراد من إعلان ترشحه للرئاسة إلا أن ينال منى ليترك ساحة المنافسة خالية للمشير السيسي على حساب الشعب الثائر الذي يهرول خلفي لدعمى في الانتخابات ووصولى لرئاسة مصر.. الأمر الذي لن أنساه لكِ وسيظل جميلا يطوق عنقى لأنك بهذا الحوار أكسبتينى تعاطفا ساهم في زيادة عدد التوكيلات ووصولى للنسبة المطلوبة لدى اللجنة العليا للانتخابات، الأمر الذي كدت لم أصل إليه.. شكرا سطوطة هانم أيتها المحاورة البارعة والزميلة الجميلة)..

بعد أن قرأت الرسالة أكثر من مرة لم أجد مبررا لقيامه بإرسالها سوى أنه أراد أن يثبت لى إصراره على المنافسة وصموده في وجه المشير السيسي وتعاطف الشعب معه، الأمر الذي قد أصحو في اليوم التالى وأقوم أنا بنشره على لسانى بعد أن أكتب كلمات رسالته للقراء..

فأنا أعلم أن حمدين واع من يومه ويعلم أن قرائى يثقون في كتاباتى وآرائى ويتأثرون بها..

ولأننا هنا في درب الفشارين مهمومون بقرائنا ونسعى للوقوف بهم على الحقائق جلية دون مواربة طلبت رقم حمدين صباحى الذي رد مرحبا بى فشكرته على رسالته الرقيقة وطلبت منه تحديد موعد للقائه كى أجرى حوارا صحفيا معه بعد أن أكمل عدد التوكيلات المطلوبة منه..

وافق حمدين على الفور دون تردد وقال لى: أنت تشرفينى في أي وقت ياسطوطة هانم دا شرف لأى مرشح أن يجلس في حوار مع “سوسو” هانم فهذا في حد ذاته إعلان دون نفقات..

قلت: «علطول كده حسبتها مصلحة ياعمنا»؟

قال: “ماتفهمينيش صح ياسوسو هانم” !

قلت: أيوه دلعنى كمان وكمان ياحمدين ياصباحى يازميل المهنة القديم !

قال: آه ياسطوطة ياأختى كانت أيام حلوة.. “يلا بقى” وسوف أنتظرك غدا بمكتبى في تمام الثالثة بعد الظهر كى نتناول طعام الغداء سويا ثم نجرى الحوار !

قلت: لا ياعم حمدين مكاتب وحركات ونقفل الباب علشان نعرف ناخد وندى في الكلام ونتغدى براحتنا لا ياسيدى أنا مش بتاعة الحاجات دى !

قال: ياوليه اهمدى بقى إحنا كبرنا على الحاجات دى خلاص وبنلعب مع الكبار !

قلت: يعنى مافيش حركات كده ولا كده ؟

قال: لا تقلقى فالأولاد بتوع الحملة موجودين في المكتب ليلا ونهارا!

قلت: إذا كان كده ماشى أنا جاية في الميعاد.. يلا بااااى يامان !

قال: بااااى يا ست الكل وانتهت المكالمة !

في اليوم التالى، وفى تمام الثالثة كنت أمام مكتب حمدين حضيث استقبلنى مدير مكتبه بترحاب شديد واحتفى بى شباب حملته حتى أوصلونى لحجرة مكتبه، حيث وقف مرحبا بى بشدة مبديا لهفته للقاء..

جلست وجلس صباحى مشيرا لمدير مكتبه بعدم الإزعاج وإحضار القهوة المظبوطة وقال له “سطوطة هانم من عشاق القهوة التركى”..

تبسم مدير المكتب وخرج فقلت لحمدين: ومن أين أتتك القهوة التركية ؟!

ضاحكا قال: كان قد أهداها لى خيرت الشاطر عقب عودته من إحدى رحلاته لتركيا قبل أن يسكن في طرة !

قلت: جميل أن نبدأ حوارنا بتلك الصراحة !

قال: هو أنا برضو “هفشر” عليكِ وأنت كبيرة الفشارين؟!

قلت: فعلا.. فشار على فشار “مايرولش” !

قال: لقد طلبت لك “تشكيلة” أسماك سوف تأكلين أصابعك وراءها !

قلت: إذًا فلنبدأ حوارنا حتى يأتى الغداء.. قل لى في البداية ماذا عن سير عملية الترشح للانتخابات ؟!

قال: أخيرا انتهينا من جمع التوكيلات من المحافظات حسب طلبات اللجنة العليا للانتخابات وذهبنا لتقديمها منذ يومين- والحمد الله !

قلت: لكن كيف لمثلك أن يواجه مشكلة في جمع التوكيلات ؟!

قال: لم تكن هناك مشكلة بالنسبة للقاهرة والجيزة ومحافظات الوجه البحرى.. فالمشكلة واجهتنا في محافظات الصعيد !

قلت: وكيف لا تستطيع جمع ألف توكيل من كل محافظة بالصعيد في حين أنك تروج لفكرة أن الشعب يرى فيك جمال عبد الناصر وهو الذي كان معشوق الصعايدة.. فأين الشعب الذي يرى فيك عبد الناصر طالما أن الصعايدة لم يروا ذلك !

قال: الصعيد شعب طيب يستمد آراءه من الإعلام.. وأنت تعلمين أن الإعلام كله موجه في صالح السيسي.. لكن مش مهم أنا والسيسي واحد !

قلت: وكيف تكون أنت والسيسي واحد في حين أنكما تتنافسان على مقعد واحد ؟!

قال: عديها ياسطوطة هانم واحذفيها من الحوار علشان خاطرى !

قلت: أوكيه.. قل لى إذًا.. ماذا عن شباب تمرد الذين رأيتهم يملأون مكتبك أثناء دخولى في حين أن معظمهم يقودون حملة السيسي.. فهل انقسمت تمرد على نفسها وصار بين شبابها عداوة بسببك ؟!

قال: لا أبدا مافيش انقسام ولا حاجة فهم يدعمون السيسي ويرتبون تحركات حملتى الرئاسية في نفس الوقت.. فأنا والسيسي واحد.. عادى يعنى !

قلت: جرى إيه ياراجل أنت.. إيه حكاية أنا والسيسي واحد دى ؟!

قال: عديها دى كمان ياسطوطة هانم واحذفيها من الحوار علشان خاطرى !

قلت: أوكيه.. قل لى إذًا.. هل تتمنى أن تصل للرئاسة ؟!

قال: كلام ليكِ ياسطوطة ياأختى.. أنا لا أتمنى ذلك.. فالبلد لا تحتمل تجارب أخرى مثل تجربة مرسي قابلة للنجاح والفشل.. البلد تحتاج قائدا يلتف حوله الجميع.. تحتاج لرجل قادر على كبح جماح الإخوان في حال استمرار خروجهم عن النص.. والوحيد الذي يستطيع ذلك هو المشير السيسي.. بس الكلام ده ليكِ أنتِ ياسوسو وليس للنشر!

وهنا أغلقت التسجيل ولملمت أوراقى وقلت: شكلك كده ياحمدين “عايز تفضفض” ولا حاجة لك في إجراء حوار صحفى !

قال: بالضبط كده ياسطوطةـ وأنت صديقتى من زمان وأنا مش عارف “أصيع عليكِ” !

قلت: عادى يامان.. فأنا لو كنت مكانك فسوف أعلن انسحابى من الانتخابات وتأييدى للسيسي فورا !

قال: أنا لن أعلن انسحابى وسأستمر في المنافسة حتى أضمن وصول السيسي لمقعد الرئاسة !

قلت: أنت هتجننى ياراجل أنت ؟!

قال: ياسطوطة ياأختى أنا لو أعلنت انسحابى ستفشل الانتخابات ولن يكون هناك منافسة حقيقية أمام الرأى العام كما أننى سأخسر أشياء كثيرة أنتظرها في الطريق !

قلت: وماذا سوف تخسر أكثر من مقعد الرئاسة ؟!

قال: مقعد الرئاسة ليس هدفى حاليا ياسطوطة.. فهو غير آت على الإطلاق.. لكن هناك احتمال أن يختارنى السيسي رئيسا للحكومة القادمة.. وهذه ستكون حكومة قوية لن يتم حلها إلا بخروج السيسي عن الحكم وليس مثلما يحدث مع تلك الحكومات التي أعقبت الثورة خلال الثلاث سنوات الماضية ثم بعدها أقوم بالترشح لانتخابات الرئاسة القادمة والمنافسة ستكون حقيقية وقوية !

قلت: “جاتها نيله اللى عايزة خلف” !

قال: “ليه بس يا سطوطة ياأختى.. دا أنتِ المفروض تتمنين لى الخير” !

قلت: هو فيه خير تانى غير رئاسة الحكومة ؟!

قال: طبعا.. فهناك دول وشخصيات عامة لا تريد السيسي رئيسا تقوم بتمويل حملتى الانتخابية بالإضافة إلى الإخوان.. وآهو اللى ييجى من الصعايدة فايدة.. لكن ما أطلبه منك ياصديقتى أن يكون هذا الحوار سرا حربيا بينى وبينك.

قلت: عيب عليك يامان!

وهنا وصل السمك، فسكت الكلام.. وانتهى الحوار !
الجريدة الرسمية