رئيس التحرير
عصام كامل

فتاوي ماركة «ضحكني.. شكرًا»..الحوينى يحرم الاحتفال بيوم "شم النسيم".. إهدار دم ميكي ماوس ومنع مداعبة كرة القدم


في ظل الثورة التكنولوجية والسماوات المفتوحة، التي قربت المسافات وأتاحت تناقل المعلومات، يعانى المجتمع الإسلامى من فوضى على جميع الأصعدة، وأهمها الفتاوى، والتي كانت وظيفتها في السابق تنظيم حياة المسلمين..أصبحت تثير ضحك الجميع لما تطرقت إليه من موضوعات تافهة تظهر ضحالة الثقافة الشعبية على مستوى الوطن العربى.

في الصومال أصدرت حركة “الشباب المجاهدين” فتوى بتحريم “السمبوسك”، أو تناولها في شهر رمضان، بدعوى أنها تحتوي أضلاعًا مسيحية تُشبه أضلاع الثالوث المُقدس المسيحي. وفي مصر أيضا أجاز الداعية المصري محمد الزغبي بمقطع فيديو نشر على موقع يوتيوب أكل لحوم الجن، مشيرا في فتواه إلى تشكل الجن في صورة الإبل والماشية.
ولم يسلم مواطنو أوربا من تلك الفتاوى فكانت تحريما لداعية هناك حرم فيها على النساء شراء الخضراوات والفاكهة مثل الموز والخيار، وأي نوع من الأطعمة التي تشبه العضو الذكري في الشكل لأن هذا قد يؤدي إلى إثارة المرأة وتشد فكرها إلى التفكير في الجنس بحسب رأيه وأنه إذا اقتضت الحاجة إلى أكل مثل هذه الأطعمة فعلي محرم أن يقطعها لها كي لا تمسك بها المرأة في يديها بحجمها الطبيعي فتفتن بها. وعلي إحدي القنوات الدينية الشيعية جاءت فتوي بتحريم أكل الجبن بدون الجوز وقال إنه مكروه أن يأكل إحداهما بدون الآخر.
أما بالنسبة لمعشوقة الجماهير فهي لعبة غير شرعية حسب رأى عبد المنعم الشحات بتصريحات تليفزيونية محرما بها كرة القدم وداعيا لاعب الأهلي محمد أبو تريكة بوصفه قدوة إلى الاستغفار والاعتزال نهائيا، مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى علماء ومهندسين وأطباء ولن يضرها إلغاء كرة القدم، فيما أفتى إمام مسجد أكنز، أكبر المساجد بجنوب المغرب، بتحريم بيع وشراء اللاعبين بين الأندية والفرق الرياضية، ووجوب تحويل شكل حوافز ومكافآت الفوز النقدية التي ترصدها الأندية للاعبيها إلى شكل عيني في صورة خبز، ودقيق، وزيت، وسكر، كما حرم نشاط الكرة النسائية في البلاد، وحث أولياء الأمور على منع بناتهم من “مداعبة الكرة”، على حد قوله. وأشار إلى ضرورة ممارسة الرياضة على أرض طاهرة. كما حرم على الإعلاميين استخدام المكياج عند تصوير برامجهم، حيث اعتبر ذلك تدليسا وتشبها بالنساء”.كما أصدرت فتوى غريبة وجريئة بأن الباروكة حلال ويجوز اعتبارها حجابا شرعيا !
ومن أكثر الفتاوى شذوذًا.. تلك الفتوى التي أطلقها الداعلية السلفى الشيخ أبو إسحاق الحويني، ويحرم فيها أكل وبيع البيض والفسيخ في يوم «شم النسيم»، على اعتبار أن ذلك نوع من «التشبه بالنصاري». الحوينى لم ينس بالطبع تحريم اليوم كله، وتجريم الاحتفال به، لارتباطه بعادة تخص قدماء المصريين، الكفرة الوثنيين!
ولأن «ربنا ستر» فقد رفض رجال الدين «المتنورين» فتوى «الحويني» شكلًا ومضمونًا، فالشيخ يوسف البدري- عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سابقًا، أكد أنه لا يوجد نص قرآنى يمنع أكل البيض والفسيخ.. حيث أباح الإسلام كل شيء إلا الميتة ولحم الخنزير.
وقال البدري: إن الأمر غير الجائز هو حرص المسلم على هذا الطعام كنوع من الطقوس الاحتفالية بما يسمى عيد شم النسيم الذي تعود جذوره إلى العصر الفرعونى ثم انتقل إلى بنى إسرائيل فأخذوه عنهم ومنهم انتقل إلى النصارى وحافظ عليه الأقباط ولا يزالون موضحًا أن الاحتفال به فيه مشابهة للأمة الفرعونية في شعائرها الوثنية والله تعالى حذرنا من الشرك ودواعيه وما يفضى إليه.
وأوضح أن الفراعنة كانوا يعتقدون في قدرة طعام ذلك اليوم «البصل، الفسيخ، البيض» على الشفاء من الأمراض وهو ما يتعارض مع تعاليم الإسلام.
ولم يسلم ميكي ماوس والفأر جيري الشخصيتان الكرتونيتان المحببتان من تلك الفتاوى حيث أهدر الشيخ محمد صالح المنجد العالم الإسلامي السعودي دمهما لأن جيري من فئة الفئران ويحل قتله في الحل والحرم، وأوضح الداعية المعروف أن الفئران من جنود إبليس ويسيرها الشيطان، وهي نجسة كائنات ممقوتة.بالرغم من تأكيده أنه لا يمكن أن يقتل ميكي ماوس لأنه شخصية كرتونية وهمية ولا يقتل إلا في الأحلام والعالم غير الواقعي.
وفي آخر فتوي صادرة من لجنة الفتاوي بالأزهر أصدر الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر أن خدمة «سلفني وكلمني شكرا» التي تقدمها شركات المحمول لعملائها عند نفاد رصيدهم هي ربا محرم شرعا وقال إن شركات المحمول جميعها جاءت وبالا على مصر والمصريين وأنها أوقفت حال الاقتصاد المصري والمنزلي فلا يخلو منزل من أربعة أو خمسة تليفونات محموله يسئ البعض استخدامها بإسراف شديد يحاسب عليه الله عز وجل، وأضاف: ولا ينتهي الأمر عند ذلك بل يخالف العبد ربه بالاقتراض من شركات المحمول عند نفاد رصيده ليحصل على جنيهين ونصف الجنيه تخصم من رصيده بقيمة ثلاثة جنيهات مما يعد ربا حرمه الله عز وجل في كتابه العزيز حين قال: «وأحل الله البيع وحرم الربا».. وتابع: من حق شركات المحمول أن تفعل ما تشاء بالمواطنين الذين يستجبيون لها.
يوضح الدكتور حامد أبوطالب عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق في رده على هذه الفتوي: أن هذه الخدمة «سلفني شكرًا» وهي أن يمنح المشترك مبلغ اثنين جنيه ونصف وتحصلهم الشركة منه ثلاث جنيهات فهذا حرام ويكون ربا لأنها باعت له الجنيهين ونصف واستردتهم منه بثلاثة جنيهات فهذه عملية ربا فعلا وإن كانت ليست ظاهرة إلا أنها في حقيقتها ربا محرم شرعا.
الجريدة الرسمية