رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محلب والمخلص الجديد


ربما كان رئيس الوزراء إبراهيم محلب هو الأكثر ذكاء وبرجماتية في منظومة العمل الحكومى الحالية فالرجل متوافق تماما مع التيار الحالي والقادم للبلاد ويُصر على أن يكون جزءًا فاعلا في دولة المشير القادمة، أو مصر السيسي تيمنا واستنساخا لمصر مبارك ومصر السادات!.


يدرك الرجل تماما أن الرئيس القادم وفقا لإرادة أجهزة الدولة كلها برؤسائها ومنتفعيها وحتى بسطائها تدعم المشير وستأتى به رئيسا مع كل الاحترام للنضال المشرف للمواطن حمدين صباحى، يعلم الرجل علم اليقين ذلك ويعى جيدا أن الرئيس القادم لأم المظلومين يعتبر إلغاء الدعم بطولة وجسارة حاول السادات فعلها وفشل بكل أسف! وفقا لحوار ياسر رزق مع المشير، والذي تم تسريب أجزاء منه وأحدث ضجة كبرى حسبناها مفتعلة وقتها.

يسعى السيد محلب لتحقيق أحلام رئيسه حتى وإن لم يطلب منه حتى لا يقول البعض أننى ألمح أن المشير طلب منه ذلك! فلنبتعد عن فرضية الاتفاق والمؤامرة ولنكتفى باستقراء الواقع وتدبر ما يفعله بنا وبالوطن السيد محلب الذي يأبى إلا أن يحلب جيوب المصريين الفقراء!.

يظن رئيس الوزراء المؤقت، وليس كل الظن إثما، أن المشير سيبقيه في منصبه طالما الرجل خفف عنه أعباء الدولة وعجز الموازنة الذي لا يمكن سده إلا من خلال إفقار الفقراء أكثر وأكثر، لم يقم محلب برفع أسعار الغاز 400 % إلا على الفقراء أما الأغنياء فاكتفوا بـ 50 % فقط حفظا لحياتهم البائسة.

تناسى السيد محلب أجور مساعديه ومستشاري الوزراء الذين يحصلون على أكثر من 60 مليار جنيه سنويًا من دولة تذبح مواطنيها الفقراء واقتنع بأنهم سيأكلون أشعارا ويتدثرون بصورة رئيسهم المحبوب وستحل عليهم بركات من السماء والأرض بمجرد تلقى كل صفعة في صمت مريب!

ربما يفعل محلب ذلك بحسن نيه غير عابئ بمنصبه الذي يفترض أن يتركه مع دولة الرئيس الجديد، ولكن هو يقوم بخدمة جليلة أيضا للرئيس القادم الذي يمكنه لعب دور المُخلص والمنقذ الجديد الذي يصلح ما أفسده السابقون.

ولكن لأن السياسة وحلة الدروب خادعة خائنة، ربما يقع رئيس الوزراء في شر أعماله ويجهز السخط العام لرئيسه القادم دون أن يدرى، فمع تضاعف الأسعار المنفلتة أساسا، لن يصبر الناس كثيرا على رئيس جديد مهما تغنوا به وألحوا عليه أن يحكمهم، لن ينفع وقتها ندم فالانفجار قادم وبدون إعداد مسبق.

ربما يخرج ساعتها الرئيس الجديد ويقيلك لأنك لم تحنو على شعب عانى كثيرا، ربما يقوم ساعتها إعلام تحت الطلب بصب اللعنات على كل من ظلم هذا الشعب يا عينى ! ألا تتذكرون تجار الإفك في الفضائيات الذين كانوا يسبحون بحمد مبارك ثم لعنوه علانية يوم إسقاطه في 11 فبراير!.

تذكرت ذلك اليوم وأنا أرى كائنة فضائية تستحث مسئولا كبيرا على رفع الدعم أكثر حتى تسد الحكومة عجز الموازنة متناسية ضياعها على الفساد والبذخ وأقدام لاعبى الكرة وإعلانات أيضا لقناة هذه الكائنة وأمثالها.
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية