رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متى يخسر السيسي؟


يظن حمدين صباحى المرشح الرئاسي أنه أهل بحكم مصر، وأنه قادر على حسم الانتخابات الرئاسية لصالحه، حتى ولو كان تصفيق الأقباط قد اخترق أذن حمدين وهو موجود بالكاتدرائية، ونسي صباحى نفسه لحظات وصفق هو أيضا للسيسي، حق حمدين في الوصول للاتحادية مشروع، طالما سبقه محمد مرسي المعزول، فغرور المنتشين من الموالين للسيسي قد يقلب المعادلة الانتخابية لصالح حمدين، ولن أكون مبالغا أن فرص السيسي مهددة، إذا استمر هذا الأداء المتعجرف في التعامل مع حركة الجماهير، وعدم الرد بشكل حاسم وكاف على الحملة المنافسة.


لكن هل يمكن أن يخسر السيسي الانتخابات الرئاسية ؟

هذا سؤال جدى، وليس هناك مستحيل مطلق تعول عليه حملة صباحى، في أن الحسم النهائي لصالح المشير في الانتخابات، حتى ولو كانت رائحة المشير فقط ستطوف اللجان والصناديق، فهناك من يعزز حالة الكسل اللذيذة في أركان حملة المشير، ليتمحور فيروس الغرور والتعالى، مع اصطياد أخطاء لحملة السيسي تلعب عليها الحملة المنافسة، ويبقى المشير يراقب عبر مستشاريه الموقف من مرتبة أعلى، دون حراك فعلى، وعدم تقدير المنافس بشكل جيد.

وفى الانتخابات ليس هناك مستحيل، فصباحى خاض الانتخابات الرئاسية الماضية ولم تكن له كتله حرجة يلعب عليها، الفلول ليسوا معه، والأقباط أعطوا أغلب أصواتهم للفريق شفيق، والإخوان كتلتهم محجوزة، ولكن صباحى خاض معركة علت أسهمه في الشارع، لكن شعبيته تراجعت عقب ٣٠ يونيو، وهو أمر يجب أن يهتم به الدارسون لحملات المرشحين، في "كيف يخفت شعبية مرشح، ثم يعلو نجمه في الانتخابات؟"، مع الوضع في الاعتبار أن حمدين "حريف" انتخابات.

لكن من هي كتلة حمدين في هذه الانتخابات ؟!

لن يكون أمام صباحي سوى اللعب على الشباب، وتقديم نفسه باعتباره مرشح الشباب، ومرشح الثوار، وهو ضرب تحت الحزام للحملة المنافسة، التي يروج ضدها صباحى في أنها تعتمد على الفلول، وأنهم ليسوا ثوريين، أضف لهذه الكتلة الغاضبة وهى تمثل قطاعا لا بأس به كافية لقلب موازين الانتخابات، التيار الإسلامي، والمقصود ليس جماعة الإخوان، والتي يمكن أن تصوت من الباطن لصالح صباحى، دون الإعلان عن ذلك صراحة، نكاية في السيسي، والأهم الموالون والمتعاطفون مع جماعة الإخوان الذين ربما يكونوا فاعلين في هذه الانتخابات، مع إغداق الإخوان والتنظيم الدولى الأموال لهؤلاء، وهناك شريحة من شباب السلفيين المتعاطفين مع المشروع الإسلامي ومع الإخوان، ظلوا لوقت في اعتصام رابعة مخالفين قرار الدعوة السلفية.

لهذه الأسباب وغيرها، فالانتخابات القادمة ليست نزهة للمشير على الإطلاق، وإن تصور ذلك وتعامل مؤيدوه وأنصاره بنفس طريقة أنصار شفيق في الانتخابات الماضية باعتباره فائزا، فالنتيجة ليست في صالحه، فالخوف أن يتكرر نفس سيناريو شفيق مع السيسي.
Advertisements
الجريدة الرسمية