رئيس التحرير
عصام كامل

كوني له "أمينة" يكن بيكي "سي السيد"


كنت طفةه صغيرة ـ حينما كنت أجلس مع أبي وأمي وأشاهد ثلاثية نجيب محفوظ "قصر الشوق وبين القصرين والسكرية"، كنت أتعجب ما الذي في تلك الشخصيات يجعل أبي يبتسم، ويقول لي شايفه أمينة كانت إزاي؟ شايفة احترام الست لجوزها؟ شايفة ولاده مرعوبين منه إزاي؟ يقدر حد يعلي صوته وله يقول لا..


كنت بشخصيتي المتمردة أنظر إلى أبي بمنتهي الدهشة وشئ في عيني يقول له ما هذا التخلف الذي تريد مني أن أنظر وأتعلم منه وتمر الأيام وأنضج..

لم أكن أعلم أن أبي كان على صواب فأمينة هي مثال للمرأة المصرية الصابرة القانعة المتحملة الراضية المطيعة التي تحيى وتموت كي ترضي ربها وزوجها وتحافظ على أولادها.. إنها أمينة التي ربت ابن زوجها كابنها نعم إنها أمينة رمز الحنية والوفاء والطاعة وليس الضعف والخضوع كما كنت أتصور.

كنت على خطأ؛ فأين نحن يا بنات القرن الواحد والعشرين من أمينة؟.. أمينه بكل إيجابياتها ومميزتها.. أمينة بنكهة القرن الواحد والعشرين.. أمينة في ثوب جديد اكتب لكي بعد أن وصلت آخر إحصائية صدرت من الجهاز للتعبئة والإحصاء تؤكد أن ثلث حالات الزواج بين المصريين حاليلا تنتهي بالطلاق!!! أي حالة طلاق كل ست دقائق !!! أي أن من بين 100حالة زواج يتم في القاهرة ينتهي 33 حالة منها بالطلاق أي أن 90 ألف أسرة تتفكك سنويا نتيجة الطلاق..

هل تعلم عزيزي القارئ أن مصر سجلت أعلي نسبة بين الدول العربية تليها الأردن.. ثم السعودية..ثم الإمارات ثم البحرين.. قطر وأخيرا المغرب إلى هذا الحد وصلنا إلى عدم المسئولية واللامبالاة بمصير أولادنا !!!..

فكما جاء في نص الحديث الشريف (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق ) وجاءت كلمة أبغض هنا للدلالة على كره الله له رغم أنه حلله. فالطلاق للضروة أو للضرر الطلاق ليس السبيل الوحيد لعلاج أي مشكلة. أصبح الطلاق الكلمة الرائدة في مصر. ومن هنا تذكرت أمينة وصبرها وتحملها وجلدها..

أعلم ما تمرين به من ضغوط ومشاكل ومسئولية لكن هكذا خلقنا الله كي نحتمل ونحتمل ونحتمل فأنتي الأم أنت أساس المجتمع أنت الزوجة أنت أمينة أمينة باحتوائها لزوجها وحنانها على أبنائها أنت الأساس فتحملي واصبري ولا تجعلي الطلاق والخصام والانفصال هو أول الطريق.
الجريدة الرسمية