رئيس التحرير
عصام كامل

هل يفوز صباحي برئاسة مصر؟


كثيرون لم يضعوا هذا الاحتمال قيد التنفيذ حتى ولو من قبيل نظرية الاحتمالات وكثيرون من يتصورون أن الانتخابات محسومة وأن الفائز هو المرشح عبد الفتاح السيسي بل إن معظم المحللين يرون أن الفارق سيكون كبيرا إلى حد لا يتصوره حمدين أو مؤيدوه مع أن الواقع والمنطق يقولان عكس ذلك ليس من قبيل الشعبية الجارفة التى يتمتع بها حمدين لكن اتباعا لما هو متعارف عليه في أي انتخابات.


الأمر قد يختلف فى عرف العلماء الذين يضعون الاحتمالات كلها قيد المناقشة وأيضا من يؤمنون بالأقدار وتغيرات الظروف التى لا يستطيع إنسان واحد أن يمسك بكل تفاصيلها ويديرها حسب هواه ويرون أن الاحتمال الوارد لابد من دراسته والوقوف على نتائجه إذا ما تحقق فاليقين فى الحياة نادر.. الحياة والموت ووجود الله والآخرة والحساب كلها أمور يقينية يؤمن بها من أرادوا أن ينضموا إلى فريق المؤمنين الموحدين أما ما دون ذلك فهو احتمال.

وأعتقد أن المشير نفسه يعمل ليل نهار على تحقيق الحلم.. حلم تنفيذ مطالب الجماهير وهو تقديم نفسه وبرنامجه بشكل يرضى جميع الأطراف ولو تصور سيادته أنه الفائز بلا منازع فإنه لن يكلف نفسه حملة ودعاية ومؤتمرات وندوات وإعلانات ورسائل إقناع يقدمها لمعارضيه قبل أن يقدمها لمؤيديه وهو الأمر ذاته الذى دفعنى للتساؤل حول إمكانية تحقيق هذا الاحتمال.

وطالما كانت هناك صناديق وتصويت وإرادة حرة ونزاهة فإن كلا الطرفين لابد وأن يخطط بنفس الإرادة.. إرادة الفوز برئاسة مصر وهو أيضا ما دفعنى لتوجيه سؤال للسيد حمدين صباحي عند زيارته لأسرة تحرير فيتو: هل تدخل السباق للفوز بالمركز الثانى؟ وكان رد حمدين مرضيا لمؤيديه عندما قال: أدخل السباق للفوز بالانتخابات والوصول إلى سدة الحكم.. وأعتقد أن إجابة حمدين كانت نظريا مرضية إذ لا يستطيع أن يقول لمؤيديه إنه يدخل السباق لمجرد التمثيل المشرف!!

وأظن أن الأغلبية المطلقة لم تفكر فى طرح هذا السؤال وأظن أيضا أن عدم طرحه يؤثر سلبا على فكرة التنافس والممارسة الديمقراطية ويصادر على حق الرأي العام فى تصور وجود معركة حقيقية وهو ما أتصور أنه سيحدث.. نعم، ستكون هناك معركة حقيقية بل ونتمنى أن تكون هناك معركة حقيقية لتصبح الانتخابات الرئاسية هذه المرة رصيدا جديدا يضاف إلى الممارسة الديمقراطية وإلى كفة الخاسر فيها قبل الرابح.
الجريدة الرسمية