رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "متحف الفن الإسلامي ودار الوثائق".. التاريخ في جيوب الأغنياء


منذ العمل الإرهابي الذي هز وسط القاهرة في يناير الماضي، وهز معه قلوب محبي التاريخ والآثار، عندما شوه الانفجار واجهة متحف الفن الإسلامي، بباب الخلق، أكبر متحف إسلامي فني في العالم، حيث يضم المتحف ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.


وترجع أهمية هذا المتحف إلى كونه أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الإسلامية وما يعرف بالفن الإسلامي ككل، فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث أنواع الفنون المختلفة كالمعادن والأخشاب والنسيج وغيرها، أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وغيرها.

كما وصل الانفجار ليطول دار الوثائق بباب الخلق، وغرقت معه مخطوطات تمثل أحشاء مصر، والوطن العربي، تحت أنقاض المبنى المنهار.

تعد دار الكتب المصرية أول مكتبة وطنية في العالم العربي، ففي عام 1870م وبناءً على اقتراح على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف، وقتئذ، أصدر الخديو إسماعيل الأمر العالي بتأسيس دار للكتب بالقاهرة "الكتب خانة الخديوية المصرية" لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة التي كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية في أوربا، وفي عام 1904م انتقلت المكتبة إلى مبنى أنشئ لها في ميدان باب الخلق.

التاريخ الذي يحمله ويجمعه المبنيان، يطرح تساؤلات عديدة، فكيف للتاريخ أن يهمل ويترك بلا ترميم، بدعوى أنه لا توجد ميزانية، وننتظر التبرعات.

فقال أحمد شرف، رئيس قطاع المتاحف: إن إعادة ترميم المتحف الإسلامي يتوقف على قيمة التبرعات المخصصة لذلك، خاصة أن تكلفة الترميم تصل إلى 60 مليون جنيه مصري.

وأشار في تصريح لـ"فيتو" إلى أن عملية الترميم سوف تبدأ مباشرة عقب توافر الإمكانيات، مؤكدًا أن جميع القطع الأثرية موجودة داخل مخزن المتحف، ولم يتم نقل أي منها.

وأضاف شرف أن الخسائر التي تعرضت لها المتاحف عقب ثورة 25 يناير من سرقة قطع أثرية وفساد أخرى، تتعدى الـ1.5 مليار جنيه مصري، مشيرًا إلى أن تهريب الآثار زاد بشكل كبير عقب الثورة، وإدارة المنافذ البرية والبحرية والجوية أكبر شاهد على ذلك.

فالتبرعات هي أمل دار الوثائق بباب الخلق أيضا، فوضع مسئولو المكتبة العريقة، لافتة كبيرة من القماش كتب عليها "بدعمكم سنعود"، وهو ما يوحي بعجز الحكومة والمسئولين عن توفير الميزانية اللازمة لترميم المبنيين، وليس هما فقط بل 20 متحفا أخرى في انتظار التبرعات.

الجريدة الرسمية