رئيس التحرير
عصام كامل

قطر في بيت الطاعة


مرغمة ومكرهة اضطرت قطر لأن توقع مجددا اتفاقا مع دول الخليج يتضمن آليات التزامها بتنفيذ اتفاقها السابق بعدم التدخل في شئون شقيقاتها الخليجيات وعدم منح الإخوان ملاذا آمنا، على أن تمنح قطر شهرين لاختيار مدى صدقها وحسن نواياها.


ولأن كلا من السعودية والإمارات والبحرين ما زال يساورها شكوك في التزام قطر بهذا الاتفاق الجديد فإنها أرجأت عودة سفرائها الذين سحبتهم منذ عدة أسابيع من قطر.

لكن لأن قطر تخشى من العقوبات التي لوحت بها الشقيقات الخليجيات في وجهها فإن ثمة احتمالا لا يستبعده عدد من المسئولين الخليجيين في أن تجد قطر نفسها مضطرة للالتزام بهذا الاتفاق الجديد ولو في العلن فقط، أما سرا فإن قطر قد تستمر في تقديم مساعداتها ودعمها للإخوان، خاصة أن ثمة علاقات وثيقة ومتينة تربط ما بين الأسرة الحاكمة في قطر وبين جماعة الإخوان، فضلا عن أن أمريكا لم تراجع موقفها بعد من جماعة الإخوان وما زالت لا تراها جماعة إرهابية، بل تراهن على استمرار ثوراتها ودورها في السياسة المصرية، ولأن قطر تنفذ السياسة الأمريكية في منطقتنا العربية فإنها ستضطر لأن تستمر في دعمها للإخوان، ولكن سرا حتى تتحاشى غضب الشقيقات الخليجيات، فالتغير الجوهري والجاد والصادق في موقف قطر تجاه الإخوان مرهون بتغير موقف الأمريكان من الإخوان.

إلا أن ذلك بالقطع مفهوم لدول الخليج، ولذلك سوف تراقب سلوك ومواقف قطر تجاه الإخوان، وبشكل دقيق؛ لأنها لن تقبل منها تلاعبا أو تقديمها دعما سريا للإخوان.

وهكذا؛ إما أن تلتزم قطر وتكف عن دعم الإخوان سرا وعلنا، أو لن تحصد سوى الشقيقات الخليجيات وستتحمل عقابها.
الجريدة الرسمية