رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المُتأعلمون.. والمُتأعلمات ( 1 )


حال الإعلام العربى وليس المصرى فقط لا يسر " عدوا أو حبيبا".. لقد وصلنا وبكل أسف إلى الدرك الأسفل.. ابتذال.. وسوقية.. وتدن.. وعشوائية.. وصراخ.. وعويل على الفاضى والمليان.. ولأن الحديث عن الإعلام حديث ذو شجون.. وملىء بالهموم.. سنتناول إعلامنا المصرى قبل أن نتناول الإعلام العربى.. لأنه كان إعلامًا رائدًا فقد ريادته بفعل فاعل.. وجاهل..

بصراحة ووضوح إعلامنا المصرى يُعانى.. أو كما نقول بالعامية " بعافية ".. أو كما قال أستاذنا محمد حسنين هيكل ( إعلام فقد تأثيرة وبقى هديره ) يعنى وبكل صراحة "جعجعة بلا طحن ".. قنوات ومحطات متعددة والنتيجة شبه معدومة أو منعدمة.. تأثيره لا يتعدى " التهييج ".. و" الإثارة "..
لقد وصل الإعلام المصري وأقصد المرئي على وجه التحديد.. في السنوات الأخيرة إلى أدنى الدركات.. ورغم انتشار المحطات والقنوات الفضائية سواء الحكومي منها أو الخاص.. إلا أن معظمها ساهم فيما وصل إليه إعلامنا من تدن ولا أريد أن أقول تخلفا..
ربما يبدو الإعلام المرئي للبعض.. أنه قد أصبح مبهرًا عن ذى قبل.. ولكن هذا على مستوى الشكل نظرًا للتطور التكنولوجي في عالم الإعلام المرئي.. أما على مستوى المضمون.. فحدث ولا حرج.. وعلى رأى المثل ( من بره هلا هلا ومن جوه يعلم الله ).. لقد اختلت معاييره.. واختلطت أوراقه.. وأصبح مهنة من لا مهنة له.. وساحة لكل من هب ودب.. ودخل المُتأعلمون والمُتأعلمات.. من المُدعين والمُدعيات من كل لون وعلى كل لون بصخبهم وضجيجهم.. وتدنى المستوى المهني والثقافى لمعظمهم.. فأحالوا الإعلام إلى ساحة للفوضى والجعجعة.. كلام.. كلام.. بلا مضمون في الغالب الأعم..
لقد هجم على الإعلام المرئى خاصة منذ ظهور الفضائيات الخاصة كثيرون ممن لا تتوافر في أغلبهم وأغلبهن أدنى أو أبسط معايير العمل الإعلامي وللأسف كان منهم صحفيون وصحفيات يُفترض فيهم أو فيهن المعرفة أو الدراية بأبسط القواعد الإعلامية خاصة وبعضهم وبعضهن – مع الأسف – من خريجى كليات الإعلام.. ولكن الدراسة وحدها لا تكفى.. وهذا ما جناه عليهم وعلينا مكتب التنسيق والمجموع.. فلابد من الاستعداد وتوافر قدرات أبسطها النطق السليم.. والتأدب في الحديث والحوار.. والالتزام بالمعايير المهنية للعمل الإعلامي من احترام للضيوف لا الاستهانة بهم مهما كان وضعهم المادى أو الاجتماعى أو الثقافى..
وصاحب ذلك أو تبعه أصبح عدد من اللاعبين المعتزلين والفنانين والفنانات المعتزلات أو غير المعتزلات.. كلهم وكلهن وبقدرة قادر.. مقدمى ومقدمات برامج.. اعتمادًا على شهرتهم أو شهرتهن أو ما بقى منها.. أو على صداقاتهم أو صداقاتهن لهذا أو ذاك من مسئولى أو أصحاب هذه القناة أو تلك..
ولاضير ولا مانع ولا حرج في أن يجرب أي إنسان حظه أمام الكاميرا.. لكن لابد من أن يتحلى بأدنى القدرات – على الأقل - لأداء هذا العمل.. الذي يُنفق كثيرون سنوات من أعمارهم في دراسته ثم في اكتساب الخبرة ليحصلوا بعدها على فرصة للظهور على الشاشة.. ولابد من الخضوع للتدريب سواء على الإلقاء أو النطق السليم وكيفية التحدث والتحاور مع الضيوف.. ومواجهة الكاميرا.. فكلها أمور لها معايير وقواعد – حتى لو لم يعترفوا هم وهن بها - خاصة أن أغلبهم يخاصمون الكفاءة وأدنى معايير الظهور على الشاشة.. وأغلبهم وأغلبهن في عداء مع أبسط قواعد اللغة العربية مما يجعلهم مثارًا للسخرية من أي طفل في أي مدرسة ابتدائية رغم مستوى التعليم في مدارسنا.. وكلكم تدركون وتعانونه..
المسألة ليست "جهجهون".. وليست بـ"الدراع ".. أو "كله عند العرب صابون ".. الإعلام له قواعد وآداب ومقومات وقبل وبعد أي شى حضور.. لكن يبدو أننا في زحمة المصالح وباسم حرية الإعلام نسينا كل شىء ولم يبق إلا ما نراه ونعانيه على الشاشات..
وللحديث بقية..



Advertisements
الجريدة الرسمية