حتى في "السينما".. " ناصر" يصفعهم من جديد!

الآن.. وبعد خراب مالطة يتحدثون عن ضرورة عودة الدولة للإنتاج السينمائي!

الآن.. وبعد انحراف السينما عن أهدافها في تنوير المجتمع والدفع به إلى الأمام والدفاع عن قيم الحق والعدل والخير والجمال وتأكيد قيم ثابتة وراسخة فيه من أن الخير ينتصر في النهاية وأن الشر سيهزم في الختام وأن الجريمة لا تفيد وأن الجشع والطمع واستغلال النفوذ تنتهي جميعها إلى نهايات مفجعة وأن الحرام لا يدوم وأن الحب لا يعرف الطبقية وأن قيمة الشرف أهم من المال وأن من يزرع خيرا يحصد خيرا ومن يزرع شرا يجده إلى آخر مجموعة القيم التي تؤكدها دائما السينما المصرية العريقة التي انحازت دائما للناس وكانت غالبا ضد السلطة بمفهومها المباشر..

الآن بعد أن انهار كل ذلك.. وبعد أربعين عاما من التبجح على تدخل الدولة في إنتاج سينمائي من خلال هيئتها المعروفة باسم "المؤسسة المصرية العامة للسينما" والتي ترأسها نجيب محفوظ وغيره من قمم السينما والأدب والثقافة في مصر والتي أنتجت أروع أفلامنا في تاريخنا حتى الذي هاجم الدولة منها.. ميرامار مثلا..

الآن وبعد هجوم متواصل على نهج جمال عبد الناصر وإيمانه بضرورة أن يكون للدولة دور في تشكيل وعي ووجدان شعبها بل وحتى في الترفيه عنه وهو ما دعاه لأن يجعل مسرح الدولة بسعر رمزي وكذلك السيرك القومي وأن تكون العروض الموسيقية المجانية في كل مكان وأن تكون كتب دار المعارف وسلسلة الـ 1000 كتاب بسعر مجاني تقريبا...

الآن.. والآن فقط يندمون على ما فعلوا !!..الآن بعد أن تم اختراق الوعي وابتذال كل شيء وأصبح كل صاحب مال منتجا وبعد أن انهارت الصناعة وأصحابها وفنيوها بلا عمل.. الآن فقط يعودون إلى ما كانوا يهاجمونه وكلهم يطالبون وبإلحاح بعودة الدولة للإنتاج السينمائي ويرونه الحل الأمثل وربما الوحيد!!!!!

الآن من حقنا أن نسأل: ومن يعتذر إلى جمال عبد الناصر وعهده؟!

الآن من حقنا أن نقول: عبد الناصر في قبره يصفع كل خصومه من جديد!