رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر "جوز أم" الدنيا !!


بعد أيام طويلة من التفكير والتردد في قرار كتابة مقال أسبوعي، أتحدث فيه عن رأيي ورصدي للأحداث، ووسط حالة الإسهال الصحفي التي تعيشها مصر في الفترات الأخيرة، قررت أن أخط أولى كلماتي مع عالم أعمدة الرأي، لأبوح عما بداخلي من "زهق" وغضب يصل لمرحلة "القرف" مما نعيشه الآن.


فمنذ الصغر تربينا على مقولة ثابتة كأركان الطبيعة "مصر أم الدنيا"، ولكن مع مرور الزمن يبدو أن نواميس الكون تتغير، فمصر أصبحت قاسية على أولادها بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، حتى أصبح الموت علامة مسجلة في دولة المعز، والتفجيرات والاشتباكات وانقطاع الكهرباء وأزمات المرور باتت الشيء المتكرر الذي بدونه نشعر بالغربة والغرابة في مصر.

وبعيدًا عن الانتماءات السياسية ومشاكلها وقرفها، بات كل شبر في أم الدنيا ينفجر بالمشاكل، واختفت الصفات المميزة للمصريين، والتي دائما ما كنا نتفاخر بها، فلم نعد شعبا متدينا، أو ضاحكا، أو متوحدا، فغابت كل المعاني، وأصبحنا نعيش "حلاوة روح".

الكثير من أصدقائي وأقاربي ممن لم يتجاوز عمرهم العشرين عامًا، أصبحوا يتحدثون بشدة عن قسوة بلدهم، وأصبح طموحهم الأكبر في الحياة هو مغادرة البلاد للعيش في أي دولة أخرى، لدرجة أن بعضهم إن لم يكن أغلبهم بدأ يتحدث عن سعيه للهجرة حتى لو لدول أفريقيا، هربًا من قسوة الوطن، وهوان الدم، وزوال الراحة، وفقدان الأمل.

وبالرغم من اعتراضي المستميت على هذه الأفكار، ودفاعي عن حلاوة بلدي، وإيماني الشديد بأن القادم أفضل، إلا أن الحقيقة المرة التي لا أستطيع أن أنكرها، أن مصر أصبحت قاسية للغاية على أبنائها، بما يسمح بسحب لقب "أم الدنيا"، ومنحها مسمى جديدا يميزها عن باقي بلدان العالم.. مصر "جوز أم" الدنيا !!
Advertisements
الجريدة الرسمية