رئيس التحرير
عصام كامل

كلنا الهلايلة والدابودية


كل من هو مثقف يستخدم العقل في التفكير الصحيح، قد ينتقد الثأر الذي هو حتى الآن موجود بطريقة شديدة موروثة بلا تفكير.
وكأنه جزء يولد مع الطفل، ولا يجب أن يتخلى عنه أبدا.


مهما وصل إلى علم وآفاق عالية، ولكن عندما نفكر بعض الشىء، نجد أننا نفكر بطريقة واحدة وأيضا كلنا نأخذ بالثأر، بدون فكر أو لحظة تأنى.

نعم وعندما تحدث مشكلة ما بين شخصين كل منهما يريد الانتقام بأي طريقة.

إذن هو يريد الثأر!، ولكن بأسلوب آخر، ولهذا يجب أن نتخلص من هذا الفكر.. فكر من الاْقوى.

وكل منا يعتقد أنه على حق، بدون لحظة تأنى.. ولنجعل ما يمتلك فكرنا هو أن الاأقوى هو الله وعند ذكر الله، سوف نتذكر أن الله تعالى قال في كتابه (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).

فأوصاف المتقين هذه منها كظم الغيظ والعفو عند المقدرة والإحسان إلى من أساء إليك.

قال تعالى "وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُور"، وقال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه لا تغضب فإن الغضب جمرة من النار يلقيها الشيطان في جوف بن آدم.. فمن غضب فليتوضأ فإن الغضب من النار والماء يطفئ النار.

وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا «إذا غضب بن آدم وكان واقفا فليجلس وإن كان جالسا فليتكئ وإن كان متكئا فليرقد»، هذا كله لكى يتغلب الإنسان على غضبه ولا يسلم نفسه للشيطان يتحكم في تصرفه، وكل شىء بسبب ويجب أن نعرف سبب ما يحدث حتى يتم تحليله وعند ذلك سوف نجد لكل مشكله حلا أي كانت هذه المشكلة فلا يجب التسرع في نفس اللحظة.

أو كما قال فلان عندما سألته:هل رغم ثقافتك ممكن أن تأخذ بالثأر؟

قال: أنا لا أريد أن آخذ بالثأر ولكن لو حدث لى هذا الموقف، فالتقاليد والعادات التي ولدنا ووجدانها ومع كلام أهلنا أو الناس هو ما قد يدفعنى إلى ذالك.

إذا ومن منطلق هذا الكلام، يوضح لنا أنه يجب أن نستمع إلى ضمائرنا وإلى ما نتعلمه ولا يجب أن نتعامل بما يورث بلا فكر أو عقل، فأيضا القتل محرم ولكن يجوز باستثناء مشروط، ولا يجوز ألا بحق والحق هو شريعة القصاص التي وضعت للحفاظ على سلامة الأرواح مثل الحرب أي مواجهة العدو وليس مواجهة الأخ لأخيه.

فيا أيها البشر "كما قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِالله وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ".

واتقوا الله يجعل لكم مخرجا.
Advertisements
الجريدة الرسمية