رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو لم يقم السيد المسيح له المجد؟


تعرض معلمنا بولس الرسول لهذا السؤال بعد أن ربطه بالكلام عن ضرورة وحقيقة القيامة بقوله " فإن لم تكن قيامة الأموات فلا يكون المسيح قد قام "1كو 13:15".


ولو لم يقم المسيح حسب الإجابة التي ذكرها الرسول بولس يكون نتيجة ذلك ثلاثه أمور هي كقوله " كرازتنا باطلة" وباطل أيضًا إيمانكم " ونوجد نحن أيضًا شهود زور لله.

أولًا: تكون كرازتنا باطلة.. والكرازة هي التبشير بكلمة الله.. وهذه الكرازة تبشر الإنسان بأن له حياة أبدية سيحياها مع الله وينال المكافأة عن عمله ولذلك تطالب الكرازة بضرورة العمل الصالح والبعد عن الشرور وضرورة البذل والتضحية في خدمة الناس وسينال الإنسان عن ذلك إكليلًا سمائيًا عندما يسمع صوت الله يقول "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينًا في القليل سأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك" كل هذا لا يحدث إن لم تكن هناك قيامة بها يبدأ الإنسان الحياة الأبدية وهذا هو ما قاله الرسول بولس "وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا".

ثانيًا: يقول بولس الرسول وباطل أيضًا إيمانكم، فالإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى، فإذا آمن الإنسان بالأمور التي ترى من الوجود مع الله وعالم الملائكة ومجد السماء.. فإذا لم يكن هناك قيامة يكون كل هذا الإيمان باطلا، وهذه الثقة باطلة ولا وجود لها ولا أهمية.

ثالثًا: ونوجد نحن أيضًا شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون، لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام، والشهادة هي عمل تلاميذ المسيح والآباء الرسل الأطهار لأنهم كانوا معاينين وخدامًا للكلمة، معاينين للأمة وقيامته بظهوره لهم بعد القيامة وحرصه أن يظهر لتوما بصفة خصوصية حتى يكون شاهدًا عن القيامة بالرؤية وليس بالسمع من التلاميذ لذلك أتى إليه السيد المسيح له المجد في الأحد الذي يلى عيد القيامة، وقد أظهر معلمنا بطرس الرسول في خطابه يوم الخمسين أن مهمة الشهادة هي المهمة الرئيسية لهم فقال "أيها الرجال الأسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال يسوع الناصرى رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضًا تعلمون هذا اخذتموه مسلمًا بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدى اثمه صلبتموه وقتلتموه الذي إقامة الله ناقضًا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنًا أن يمسك منه" أعمال الرسل 2 "، وأكمل بقوله "فيسوع هذا إقامة الله ونحن جميعًا شهود لذلك.. ولذلك فلو لم يقم المسيح تكون شهادة التلاميذ باطلة..
المسيح قام، بالحقيقة قام
وكل عام أنتم بخير
الجريدة الرسمية