رئيس التحرير
عصام كامل

عقم زوجي دفعه لهجري... فارتميت في أحضان الشيطان


شكرا جزيلا لهذا الباب الذي يعد منفذا لكثيرين بحاجة ماسة للفضفضة خاصة في ظل الظروف التي نعيشها.

أنا متزوجة ولم أنجب وذهبنا كثيرا للأطباء وعرفت أنا وزوجي أنه هو السبب واتخذ زوجي قراره بالسفر بعد أن عرف أنه عقيم وتركني وحيدة منذ 5 سنوات وبعد سفره بفترة تعرفت على شاب عن طريق الفيس بوك وتطورت العلاقة بيننا حتى إنه كان يأتي لى في المنزل كصديق لا أكثر ولم يحدث بيننا ما يغضب الله.


وبعد سنة من علاقتي به سافر وانقطعت أخباره وبدأت أشعر بالوحدة ثم تعرفت على أكثر من شخص أيضا عن طريق الفيس بوك كنا نتكلم فقط وتطورت العلاقة ووصل الأمر أن أمارس معهم الجنس عن طريق التليفون ولكن لم أتقابل مع أي أحد منهم.

ومنذ فترة انجذبت لزميلى في العمل وتطورت العلاقة بيننا، قال لى إنه يشعر بالذنب وبدأ يبعد لكننى أشعر أنني أحبه بجد طلبت من زوجي الطلاق لكنه رفض، إنني أشعر حاليا بذنب كبير من اللي بعمله وعملته لكنى مش عارفه أرجع وقد فكرت في الانتحار أنا خايفة أقابل ربنا وأنا بعمل كده ساعتها هقوله أيه وفكرت أن أصارح جوزى علشان يطلقنى لكنى خايفة على أهلي من الفضيحة أرجوك دلينى أعمل أيه.

م.أ.ل القاهرة

للقارئة:
لا حول ولا قوة إلا بالله، نرمي بأنفسنا في التهلكة ثم نرمي باللوم على الآخرين، والأدهى والأمر عندما نخطئ في اختيار الطريق الصحيح لله، ذلك الطريق بالغ السهولة الذي لا يحتاج منا مزيدا من التضحيات ولا الأسى ولا أن نموت كفارا.

طريق واضح وضوح الشمس للبشر أجمعين مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا، يدعونا للفخر والعزة والسعادة والثقة في أنفسنا وهو الحفاظ على حدود الله التي نصت عليها جميع الديانات وحاربها الشيطان على مر الزمان.

تذكري معي قوله تعالى:" ألم  يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق"، كل ما تحتاجين إليه هو الاعتراف بالذنب والندم عليه عن ثقة بأنه ذنب وأننا مخطئون بإرادتنا وليس مضطرين لاقترافه، والاعتراف لأنفسنا بأننا فتحنا الباب لشيطان أنفسنا ولضعفنا لنقترف هذا الخطأ الفادح والثقة في أن الله أرحم علينا من أنفسنا كل هذه مقدمات التوبة النصوحة.

لا تحتاجين إذن للانتحار فتموتي كافرة، بل تحتاجين للعودة إلى الله والاعتراف بأنك عالجتي مشكلتك بأسلوب مقزز، خفتي من كلام الناس وارتضيتي لنفسك هذه العلاقات الشاذة فقط لتقنعي نفسك بأنك مظلومة وأن مرض زوجك ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة، أو التي لا تقف بجوار زوجها في أزمته أسباب كافية لكل هذه الذنوب.

لن أطيل اللوم عليك فإذا كان ضميرك استيقظ فسيكون كافيا وإذا لم يستيقظ فكفى تلك النظرة السوداء التي ينظرها لك كل إنسان خنتي الله وثقة زوجك فيه من أجل لحظة سعادة معه.

كما أنني لا أعفي زوجك من المسئولية فعناده وحرمانك من حقوقك الشرعية من رعاية واهتمام، وترك الإختيار لك ما بين البقاء معه كزوجة صابرة، أو تسريح بإحسان، فتح بابا للشيطان ولنفسك الضعيفة، والمشكلة الأكبر أنه سافر وتركك للوحدة تتلاعب بك، الا أن الخطأ عزيزتي لا يعالج بخطأ، وكلمة الحق لا بد وأن تنتصر في النهاية بشرط اختيار الأسلوب الأمثل والراقي في طلب الطلاق، بحيث لا تشعريه بعجزه فيمعن في الإصرار على موقفه.

نصيحتي لكي أن تتوبي بكل معنى للتوبة، وأول شروط هذه التوبة الاستغفار والاعتراف بالذنب والإقلاع عنه وعن مسبباته ثم رد المظالم إلى أهلها.

الله غفور رحيم لا يجبرنا على مالا طاقة لنا به حتى وإن أخطأنا فإنه يغفر ويسامح عبده اللاجئ إليه بلا إذلال، لذا فلا تثقلي على نفسك مادمتي لا تستطيعين التغلب على رغبتك في أن تكوني أما فهذا حقك، لكن لا تجعلي هذا الحق يجرك لسلسلة من الأخطاء والتعدي على حقوق الله والآخرين.

استغفري وغيري رقم الهاتف الخاص بك وأذيعي القرآن الكريم واجعليه رفيقك لتشعري براحة النفس، انظري لنفسك نظرة جديدة وتذكري أن الله يقبل التوبة من عباده الصادقين فإذا صدقت نيتك فتأكدي أن الله سيسامحك.

وبعد هذا اطلبي الانفصال فهو حقك الشرعي، وإذا لم يوافق زوجك فاستعينى بالأهل وإذا اعتبروها فضيحة فقولي لهم الفضيحة والكارثة الحقيقية أن تكونوا بمثل هذا الجمود الفكري وتحرموا حق أحله الله لي، وثابري في الحصول على حقك وتخيري الطرق الصحيحة الواضحة التي يباركها الله وليس طرق الشيطان والنفس الضعيفة، وبعدها لك حرية اختيار الزوج المناسب.

ادعو الله لك أن يرزقك توبة نصوحة وصدق نية، وأن يخلصك من عقدة الشعور بالذنب.
الجريدة الرسمية