الإخوان.. وإهانة القضاء!!
كثيرًا ما تشدق الرئيس المعزول وإخوانه ومكتب إرشاده باحترام دولة القانون في خطبهم وتصريحاتهم دون أن يقدموا دليلًا واحدًا على احترامهم للدولة ومؤسساتها.. فمن الذي حاصر الدستورية العليا.. ومن الذي امتنع عن تنفيذ أحكام القضاء.. وأهان القضاة وطعن في ذمتهم بلا دليل.. ومن الذي تدخل في أعمال النيابة العامة وحاول فرض قانون للسلطة القضائية عنوة دون موافقة القضاة.. ورغم كل هذه الخروقات فقد تاخر وزير العدل الأسبق الإخوانى أحمد مكى في تقديم استقالته - وهو الذي كان يصدعنا بكفاحه لاستقلال القضاء - ولم يبادر بها حين أصدر مرسي إعلانه الدستورى المشئوم.. ولم يكن المستشار أحمد سليمان الذي جاء بعده وزيرًا للعدل أحسن حالًا من سلفه حيث لم يقدم هو الآخر استقالته رغم إهانة الرئيس المعزول القضاة في خطابه الشهير قبل ٣٠ يونيو وكان حريًا بالوزير سليمان أن يقاطع تلك الجلسة ويستقيل فورًا لكنه بقى في منصبه حتى أجبرته ثورة ٣٠ يونيو على الاستقالة بعد رحيل النظام برمته.
لذلك لم أستغرب ما شاهدناه من تطاول قيادات الإخوان الذين «يحاكمون» الآن في جرائم قتل المتظاهرين السلميين.. واقتحام السجون.. والعنف والتخابر على القضاة الذين يحاكمونهم.
أما قضاؤنا العادل الذي هو ضمير هذه الأمة فسوف يستمر شامخًا قويًا.. والذين أهانوا القضاة.. أهانوا أنفسهم والتاريخ سوف يذكر مواقفهم بالخزى والعار!
