"فقير ومات" قصيدة لمينا أميل

فقير ومات
في الصندوق فات
بكل ثبات
ما هو لو معاه الألوفات
ما كان دفع من سكات
لكن الموظف قال
ادفع في الخزنة المال
تدخل العمليات في الحال
و تصبح صحتك عال
لكن ما فيش
ما انتوا عارفينه درويش
و كان عايش على البقشيش
و كان شعاره على طول ما عييش
و كمصرى فقير ما يساويش
فراح بلاش
قبل ما يخش الإنعاش
و ياريته ما جاش
على مصر وعاش
اهو جه بلاش
و راح بلاش
طاب كان أحسن يعيش كلب في أمريكا
أو حتة تحفة أنتيكا
كان ساعتها يساوى فلوس
قبل ما تضيع النفوس
كان عمره ما عاش متعوس
و مات منحوس
لكن عاش بنى آدم مصرى
المر حصرى
و عمره ما كان في يوم عصرى
و مات بلاش
لأنه مصرى ما يسواش
و محفظته على طول ما فيهاش
ما هو كان فقير
حتة غفير
عند الكبير
الباشا المدير
و القصة دى مش قصة الرجل اللى مات
دى قصة ألوف الألوفات
قصة ملايين الغلابة
قصة المصرى الشحات
اللى عنده الفيروسات
فيروس سى وفيروس بى
وسرطان وشوية حاجات
وعلاجه تبرعات
ولو مفيش كان زيه مات
كفاية عليه مبيد الخضراوات
ومية النيل الجميل
اللى تشربها تصير عليل
وتموت قتيل
ويموت وراك ألف جيل
ده غير دخان المصانع
ما أنت في مصر لازم تصارع
مع التلوث الجميل
اللى خلا الجو بارع
في كل شارع
أصلا ما فيش مستشفيات
تستوعب كل الحالات
ولا في أي إمكانيات
حتى الدكاترة والممرضات
في مظاهرة المرتبات
من الشهر اللى فات
بصراحة مش الراجل اللى مات
ولا ملايين بتموت في ثبات
ولا المصرى بيموت شحات
أصل الحقيقة الصريحة المريحة
و بدون أي شتيمة قبيحة
الحقيقة أن الضمير في مصر مات