رئيس التحرير
عصام كامل

نحن شعب لديه "حلاوة روح"


بين مستقبل غامض يصعب التطرق إلى معالمه ويصعب السير في خيالاته وبين حاضر نعيشه يوم بيوم الكل يعيش وقته لا يفكر فما مضى ولا فيما سيمضى به الزمن هل سيصير به إلى مستقبل غامض أم سيكتفي أن يحلم به ويتمنى حتى ولو في حلمه أن يرى فرحة ولو عابرة تمر..


وبين كل هذا وفي ظل ظروف تعيشها مصر بين مؤامرات داخلية ومؤامرات خارجية وجب لزاما على هذه الأمة أن تفيق مما هي فيه، وأن تصبح حالة اللامبالاة الشديدة التي يعيشها المصريون في أوقاتهم ولا يريدون من يخرجهم من هذه الحالة ولا يريدون نصيحة عن كيفية الخروج من هذه الحالة..

فبين أخلاق تندحر وإسفاف بكل المعاني والألفاظ والكلمات تذهب إلى أي مكان وعن طريق وسائل عدة أولها وسائل المواصلات والشارع..

وفي وسط هذا الزخم الشديد من الانحلال تظهر أفلام السبكي التي دمرت أجيالا بأكملها فبعد الألماني وعبده موتة وقلب الأسد وبعدهم القشاش وختاما بحلاوة لحمة أقصد حلاوة روح، وفي كل مرة يهبط المستوى أكثر مما كان عليه من ذي قبل حتى أصبحت الأخلاق سلعة لا تسترد ولا تستبدل..

وفي ظل مجتمع يعتقد أن التحرش سببه هو ما ترتديه الفتيات فقط مع أنه سبب من ضمن عدة أسباب أهمها انعدام الأخلاق ومشاهدة الأطفال والشباب لأفلام حركت رغباتهم المكبوتة وألهبت المشاعر حتى أصبح الكل رئيس جمهورية نفسه لا يخاف من شيء كل ما في رأسه أن يمد يده ويمسك ويلامس أي منطقة لتحرك مشاعره، وفي ظل غياب نظرية العقاب أصبح الكل يفعل ما في رأسه..

الروح الطيبة أخلاق المصريين شهامة المصريين لم نعد نسمعها إلا داخل مسلسلات الزمن الجميل، إلى متى سيظل الخلاف حول عرض فيلم أو منع عرضه، وإلى متى سيظل الفن بالتضاريس والصدور العارية والوجوه التي طالما قدمت انحلالا في كل شيء؟.
حافظوا على من تبقى من أخلاق وللننتظر أن تنزل عدالة السماء..
الجريدة الرسمية