رئيس التحرير
عصام كامل

"تشانويو" ثقافة الشاي في اليابان


نشرت مجلة "نيبونيكا" الصادرة عن وزارة الخارجية اليابانية في عددها الخامس (رونق الشاي) موضوعًا تحت عنوان: "تشانويو: ثقافة الشاي في اليابان" تقول فيه:


وصل الشاي للمرة الأولى إلى اليابان عن طريق الصين، وهناك العديد من الأساطير حول بداية دخول الشاي لهذا البلد، ولكن الاعتقاد السائد هو أنه تم إحضاره من قبل المبعوثين إلى الصين وكان يعرف باسم كينتوشي وذلك في الفترة الواقعة ما بين القرن السابع والتاسع.

في ذلك الحين كان يعتبر دواءًا ثمينًا، إلا أننا لم نشهد الظهور الفعلي لثقافة شرب الشاي حتى القرن الثاني عشر، ويقال أن الراهب يوساي الذي سافر إلى الصين لتعلم البوذية حسب مذهب رينزاي زن كان أول من جلب بذور نبتة الشاي إلى اليابان ونشر العادات التي يتبعها الصينيون في التمتع باحتساء الشاي.

كان الناس بداية يرتادون الكايشو لاحتساء الشاي في العادة (وهو نوع من الصالونات كان يُعد بمثابة معبد زن)، كانت الكايشو بمثابة بوابة هامة للثقافة الصينية، كانت طبقة الساموراي تعتبر الشاي من الأطعمة الشهية والمترفة، وبعد أن حلت طبقة الساموراي محل طبقة النبلاء وأصبحت الطبقة الحاكمة في اليابان بات ينظر إلى الدين الجديد وهو البوذية على مذهب زن وإلى عادة شرب الشاي الجديدة على أنها جزء من التراث الثقافي الذي يعبر عن روح الصين.

لذلك عمدوا إلى إعادة صياغة هذه العادة والبناء عليها، وبالتالي أصبحت الطبقة العليا في كيوتو مولعة بلعبة تمسى توتشا (حرب الشاي) يخمن فيها المشاركون العلامة التجارية للشاي بناءً على مذاقه، بدءوا أيضًا بإطلاق حفلات الشاي الكبيرة والفاخرة والتي كانوا يزنوها بسلع ثمينة مستوردة من الصين تسمى في مجموعها كارامونو.

استظاع النبلاء من خلال استحداث مجموعة من الأنماط لإعداد الشاي وشربه وتصميم البيئة التي يتم فيها احتساء الشاي جعل حفلاتهم أكثر من مجرد اجتماع لشرب الشاي بل كانت باكورة لظهور طقوس الشاي.

كان لسقوط العاصمة كيوتو خلال حرب أونين في منتصف القرن الخامس عشر دور في ازدهار ثقافة الشاي بطريقة وابيتشا، وهو نمط لطقوس الشاي يركز على القيم الروحية ويستند إلى مذهب زن البوذي، ربما كان هذا النمط هو ما أدى إلى ولادة المفاهيم الجمالية للوابي والسابي- ففي الوقت الذي كانت تشهد فيه المنطقة صراعات دائمة وكان الموت يشكل جزءًا من الحياة العادية، كان لا يزال هناك من يأمل في قضاء لحظات جميلة مع أشخاص وأشياء أخرى، وكان هذا بداية التحول نحو منظومة قيم تثمن جمال الفراغ ولا تستنكر انعدام الانتظام أو سرعة الزوال أو النقص المعيب.
الجريدة الرسمية