رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

4 أسباب وراء بقاء «الأسد» في منصبه .. وقف الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي.. الدعم المالي الإيراني.. تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية دعم المفاوضات الدولية


قبل فترة وجيزة كاد كل الخبراء أن يجزموا بأن سقوط الأسد إنما هو مسألة شهور على أقصى حد، لكن يبدو أن الأمر قد تغير كليا، فقوات الأسد بصدد تحقيق انتصارات على الأرض والأسد نفسه واثق من كسب الحرب، فما هي أسباب صموده حتى الآن؟.


كانت مدينة معلولا في أيام السلام تعد من المدن السياحية في سوريا، ذلك أنها تعد من أقدم المدن المسيحية في العالم. أما اليوم، فلم يعد السياح من يهتمون بمدينة معلولا، الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمالي دمشق، بل قوات الأسد ومسلحي المعارضة. وقد تبادل كلاهما السيطرة على هذه المدينة، فبعد أن كانت ولأشهر طويلة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، ها هي قوات الأسد تنجح قبل بضعة أيام في دحرهم وبسط نفوذها عليها.

وتأتي استعادة السيطرة على معلولا ضمن عملية عسكرية موسعة، حيث استعادت قوات الأسد منذ نوفمبر الماضي، السيطرة على جزء كبير من منطقة القلمون الواقعة بين دمشق وحمص. وفي هذا السياق يقول هشام جابر، وهو جنرال سابق في الجيش اللبناني: "هذه المنطقة مهمة جدا بالنسبة لأمن دمشق، ذلك أن أهم الطرق التي تربط بين دمشق وحمص ومدينة اللاذقية الساحلية تمر عبر هذه المنطقة، وما منطقة القلمون إلا مثال واحد على التقدم العسكري لقوات الأسد على الأرض".

"لقد تمكنت قوات الأسد في الأشهر الأخيرة من تحقيق عدد من النجاحات"، على ما يقول سيباستيان سونس، خبير في الشئون السورية من المعهد الألماني للدراسات الشرقية. ويضيف بأن مقاتلي المعارضة قد دُحروا من عدد المناطق الاستراتيجية.

من جهته، يعزو أندريه بانك، خبير في الشئون السورية من معهد جيجا الألماني لدراسات الشرق الأوسط، هذا التقدم إلى عدة أسباب: أهمها "نجاح الأسد في وقف عمليات الانشقاق في صفوف الجيش النظامي السوري". ويوضح قائلا: "كذلك بفضل الدعم المالي الإيراني، فإن القوات تتلقى أجرها. وفي الوقت نفسه يتم تسليط أقسى العقوبات على المنشقين من الجيش." ويشير بانك إلى أن هناك عددا من الميليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي، وهم مقاتلون من الأقلية العلوية، التي تنتمي إليها عائلة الأسد، وكذلك مقاتلون من حزب الله بالإضافة إلى ميليشيات شيعية من العراق وأنصار الحرس الثوري الإيراني، ولكن قوة الأسد إنما تعود في الوقت نفسه إلى قوته الذاتية.

"ليست هناك معارضة متحدة ولم تعد هناك جبهة متحدة ضد الأسد"، على ما يقول سيبستيان سونس. ويشير في هذا السياق إلى أن مقاتلي المعارضة أصبحوا يقاتلون بعضهم البعض، حيث يقاتل الجيش السوري الحر الجهاديين المتطرفين، كما أن كثيرا ما تندلع معارك شرسة بين جبهة النصرة وداعش، وكذلك على الصعيد الدولي، فقد تحسن موقف الأسد بعض الشيء، فمن خلال الاتفاق بشأن تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، أصبح الأسد "شريكا في المفاوضات"، على ما يقول سونس، انطلاقا من موافقته على تدمير الترسانة الكميائية السورية، أصبح بإمكانه مواصلة حربه بالأسلحة التقليدية في سوريا، وحتى عندما تحدث هجمات بالأسلحة الكميائية مثلما حدث الأسبوع الماضي، فإن ردود المجتمع الدولي كانت متحفظة جدا.

ويبدو أن بشار الأسد واثق من نفسه ومن قواته في تغيير مجرى الأمور، حيث قال الأسبوع الماضي أمام عدد من الطلبة في دمشق أن الأزمة السورية قد بلغت "نقطة تحول" وأن الجيش النظامي بصدد كسب "الحرب ضد الإرهاب"، لكن سونس يرى أن ذلك "مجرد بروباجندا"، لافتا إلى أنه وعلى الرغم من أن الأسد قد قوى من موقفه، إلا أنه لا يزال بعيدا كل البعد من تحقيق "انتصار عسكري" ضد مقاتلي المعارضة. وهو رأي يشاطره فيه أندري بانك الذي يقول: "إعادة بسط السيطرة على جميع أنحاء سوريا أمر غير واقعي، وكذلك مقاتلو المعارضة يفتقدون للقوة التي من شأنها أن تشكل خطرا على الأسد وقواته، كما يبدو أنه لا أحد يريد فعلا وبشكل جدي التفاوض حول حل سلمي للأزمة.
Advertisements
الجريدة الرسمية