رئيس التحرير
عصام كامل

ليس من مصلحة السيسي وشركائه


متي نفهم ونعي؟... نفهم أن وجود شخص واحد مرشح على طول الخط ليس في مصلحة مصر أو في صالح العملية الديمقراطية التي قامت من أجلها ثورتان...وندرك أن الهجوم على أي شخص تسول له نفسه فكرة الترشح لسباق الرئاسة ليس له إلا معني واحد وهو أننا مازلنا منغلقين على أنفسنا.. هل يرضي أحدا أن نعود لنسبة الـــ 99 % ؟ أعتقد أنه لا يرضي أحدا سواء كان محبا لهذا الشخص أو ذاك.


هذه المقدمة كانت ضرورية بعد أن وجدت أن هناك لوبيا محددا في كل وسائل الإعلام مهمته محاربة أي شخص تسول له نفسه فكرة الترشح في مواجهة المشير السيسي على كرسي رئيس مصر، رغم أن واقع الأمر حتى الآن يصب في مصلحة المشير ولكن ليس في مصلحته أن يتم الهجوم على كل من يفكر في مواجهته وجهاز الدولة الذي يرفض أن يكون محايدا يؤيد بغباء من خلال صنع العراقيل أمام المنافس.. فماذا سيكون الحال لو انسحب حمدين صباحي المرشح حتى الآن من سباق الرئاسة، وهو المرشح الذي يحظي باحترام وشعبية؟

الحقيقة أن الأمر في غاية الصعوبة وعلى الجميع أن يدرك صعوبة المهمة في تسويق الرجل وعدم إظهاره بمظهر السوبر مان ولديه عصا سحرية لحل جميع المشاكل الموجودة في مصر سواء كان نظاما تعليميا فاشلا أو نظاما صحيا مهترأ أو بيئة ملوثة.

الحكاية تحتاج إلى فهم واضح لكل ما يدور في مصر خاصة وأن هناك جماعة لا تكف عن الصياح والتأكيد على أن كل ما هو موجود باطل وبالتالي ليس من الحكمة أن يأتي رئيس بنسبة 100% وإلا سنكرر تجربة آخر انتخابات لمبارك عندما ترشح في مواجهة أبو طربوش وأبو طرطور وأيمن نور.

حتى في هذه الانتخابات أتذكر أنهم ابتعدوا عن التسعينيات في المائة في محاولة لإقناع الشعب والعالم الخارجي بأن تمثيلية الانتخابات ديمقراطية وهي أبعد ما تكون...لماذا لا نستفيد من تجارب الماضي ونحترم عقول الشعب الغلبان حتى نعلمه ونكسب فيه ثوابا، ونؤكد له أن قيمة أو أهمية الفوز في انتخابات الرئاسة هي حجم المنافسين وليس أرقام النتائج؟ وإذا كانت راحة هؤلاء في أن يكون الشكل بهذا المنظر فمن الأفضل أن يحصل عليها الرجل بالتزكية ونوفر على الدولة الملايين التي سيتم إنفاقها على الانتخابات؟
وأقول في النهاية.. إنني لست ضد أو مع، ولكن أقول ما ينبغي أن يكون....
اللهم بلغت اللهم فاشهد...
الجريدة الرسمية