رئيس التحرير
عصام كامل

بطيخة هيفاء وهبي!


طردوا هيفاء وهبى من أرضكم، فنحن قوم طاهرون أنقياء أبرياء، لا تشوبنا شائبة، أبيض من اللبن الحليب، وأنقى من زيت الزيتون المصفى لآخر قطرة، اجعلوا هيفاء عبرة لمن تعتبر، لكن قبل أن تقرروا وجب علينا جميعا أن نستحق هيفاء، صاحبة الصدر الأعظم، مطربة لا تمتلك صوتا أو حنجرة ومع ذلك غنت وفاقت شهرتها سيدة الغناء العربى، ليس بحنجرتها، وإنما بمؤخرة وصدر، وأحلام مراهقين لا تزال أعضاؤهم في مراحل النمو.


هيفاء لم يعجبها قرار رئيس الوزراء بشأن منع عرض فيلم حلاوة روح، فسخرت من القرار، بإعادة نشر إحدى تغريداتها على تويتر " بلا حكومة بلا بطيخ "، هيفاء إصابها الجنون، تهاجم الحكومة بالبطيخ، بطيخ يا هيفاء؟!! هذه حكومة مصر، وليست جمهورية الموز أو حكومة مؤقتة في لبنان، كيف تضع فنانة افترض أنها مسئولة عن تصريحاتها كلمتى حكومة و"بطيخ" في جملة واحدة؟ السيدة الفاضلة والتي اقتصر نموها كأنثى على مؤخرتها وصدرها، لم تفكر أن تهاجم "أبو هشيمة" زوجها السابق على تويتر بعد الانفصال، وكانت في قمة الرقى في تصفية العلاقة مع "أبو هشيمة"، ولكن "أبو هشيمة" هو الحكومة هو " الحديد والصلب والطاقة أيضا على الأقل لهيفاء "، ولم تقل مثلا " بلا أبو هشيمة بلا بطيخ " وكان الجميع سيعذر حنقها وغضبها باعتبارها زوجة، هيفاء هاجمت الحكومة بسبب فيلم يظهر فيه صدرها أكثر من صورها مع "أبو هشيمة".

اعتقدت هيفاء وهذا حقها أنها فنانة بجد، تستطيع أن تنافس هند رستم في الإغراء، شتان بين المعجونة بمياه السيليكون، وأخرى بثقافة الستينات والسبعينات قمة ازدهار السينما المصرية، هيفاء وضعت نفسها في خانة المعارضة الثورجية، هيفاء تهتف باسم البطيخ، تتحمل هيفاء قيمة ما قالته، آخر ما يمكن أن تسمعه أن تحلم بوقوف هيفاء وهبى على سلالم نقابة الصحفيين مثلا تطالب بعرض الفيلم، وبجوارها السبكى لإنتاج اللحوم ومخلفاتها، وأن ترفع هيفاء كعادة عصام الحضرى في المباريات نصف بطيخة، بالتأكيد جماهير كثيرة ستقف وراء هيفاء تهتف أيضا، بعودة حلاوة الروح.

لست مع منع أي فيلم، والقيمة في الأصل هي الحرية، وأنه لم يعد هناك ما نستطيع أن نستره، وسط شبكة عنكبوتية طليقة، لكنى أيضا لست مع تقنين الدعارة الفنية، وتأصيلها كظاهرة مقننة، وتضخيمها ونفخها حتى تصل لأن تصبح شيئا عاديا، بعد أن كان مجرد الحديث عنه ممنوعا، هيفاء تستحقنا فعلا، ونحن نستحق هيفاء.

الجريدة الرسمية