رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ساخرون.. مرتضى منصور: رشحت نفسى علشان أغلس على حمدين !


دعانى المستشار مرتضى منصور أثناء انتخابات نادي الزمالك؛ لدعمه بالحضور، وبالفعل لبيت دعوة الصديق العزيز الذي تربطنى به علاقة وطيدة، وذهبت كى أدعمه وسط جمهور الزمالك الناخب، والذي تجمعنى بمعظمهم صداقة وعلاقات طيبة..

لم أكن أنوى الذهاب لنادي الزمالك في يوم كهذا، عادة ما يكون مشحونًا بالصراعات؛ خاصة عندما يكون صديقى مرتضى طرفًا في المنافسة على مقعد رئاسة الزمالك.. فهزيمة منصور معناها خناقة لرب السماء لا تنتهى إلا بإصابة العديد من مؤيدى منافسيه، وشوية سيديهات جاهزة لتشويههم..
إلا أن منصور في هذه المرة أكد لى أنه سيكون هادئًا، وأنه يضمن نجاحه، وطلب حضورى بإلحاح حتى إنه قال لى بالحرف: «أنا عايزك تحضرى يا سطوطة هانم لأن انتخابات الزمالك هي بروفة لانتخابات الرئاسة القادمة التي سأخوضها بإذن الله»..
أدهشتنى طريقة مرتضى المهذبة في الحوار.. وتلبيةً لإلحاحه ذهبت وتمت الانتخابات دون ضجيج وسط دهشة جميع الحضور من عدم انفعال مرتضى الذي لم يسب أحدًا، ولم يفتعل أية معركة جانبية مع آخر.. وبالفعل حصل منصور على نصيب الأسد من الأصوات، واعتلى عرش نادي الزمالك معشوقه الأول وسط فرحة عارمة من أنصاره الذين ظلوا يحتفون به طوال ليلة النصر..
هنأت أنا مرتضى وحضرت بعضًا من الاحتفال، ثم تركت النادي عائدة إلى منزلى، وبينما كنت أحتسى فنجان القهوة الليلى الذي اعتدته، وإذا بى أتذكر كلمات المستشار التي قال فيها إن انتخابات الزمالك هي عبارة عن بروفة لانتخابات الرئاسة القادمة..
ولأننى أعلم أن منصور كان واحدًا ممن أيدوا المشير السيسي بقوة في حربه على الإرهاب، ودعا الشعب لتفويضه في ذلك.. كانت كلماته عالقة في ذهنى وأردت أن أفهم منه فحواها.
انتظرت حتى الصباح لأصحو أيضا على تصريحات منصور التي تملأ المواقع الإخبارية يقول فيها «أنا الآن أصبحت رئيسًا لنصف الشعب المصرى - الشعب الزملكاوى - وسوف أخوض انتخابات الرئاسة بقوة لأحكم النصف الآخر»..
لم أستطع التغلب على فضولى أكثر من ذلك، فطلبت رقم المستشار الذي رحب بى وأعلن امتنانه لحضورى للنادي، ثم قال لى: هطلع دين عين أحمد حسام اللى عامل نفسه ميدو، لو الزمالك ماحصلش على الدوري السنة دى»..
قلت: لا ياعمنا هدى اللعب شوية، إحنا لسه بنقول ياهادى..
قال: جرى إيه يا سطوطة أنتى معايا ولا عليا ؟!
قلت: معاك طبعا بس ياواش ياواش !
قال: طب أنا عايزك معايا في انتخابات الرئاسة !
قلت: وهذا هو مربط الفرس.. يعنى إيه انتخابات الرئاسة ياعمنا ؟!
قال: يعنى أترشح في أم الانتخابات وأحكم أم الشعب اللى ماحدش حاكمه ده !
قلت: لا ياعم.. أنت كده تحتاج إلى قعدة تشرح لى فيها كل شيء مع فنجان قهوة «مظبوط»!
قال: عنيا الجوز لسطوطة اللوز.. مستنيكى في المكتب الساعة خمسة ياست الكل !
بالفعل ذهبت إلى مكتب المستشار مرتضى منصور في تمام الخامسة فطلب من مساعده عدم الإزعاج، وقال له: ممنوع دخول أي حد غير الساعى الذي سيقدم لنا أم القهوة !
قلت: احكي لي بقي.. إيه حكاية إعلان ترشحك للرئاسة!
قال: شوفى ياستى ولا سيدك إلا أنا.. الشعب النهاردة منقسم إلى تلاتين جبهة.. كل جبهة منها «ألعن» من أختها.. «العيال» بتوع الإخوان مقضينها مسيرات مولوتوف وزرع قنابل في الشوارع وليس هناك من يملأ أعينهم حتى الآن.. والعيال الذين يلقبون أنفسهم بالثوار بتوع دومة وقلقاسة مقضينها استهبال على أم الفيس بوك وماحدش مالى عينهم.. العيال بتوع الحزب الوطنى فاكرين نفسهم هيرجعوا تانى للحكم وليس هناك من يملأ أعينهم.. والعيال السلفيين فاكرين إننا مصدقين تمثيلية أنهم مع ثورة 30 يونيو.. وغيرهم كثيرون على هذا النحو.. الشعب خلاص يا سطوطة هانم خرج من القمقم وماحدش مالى عينه.. فقلت البلد دى عايزة دكر.. وبما أننى أنا الدكر الوحيد في هذه البلد قررت أن أخوض انتخابات الرئاسة كى أعلم كل هؤلاء الأدب !
قلت: وماذا عن السيسي ياسيادة المستشار ؟!
قال: السيسي دا دكر من ضهر دكر !
قلت: ألم تقل منذ قليل إن البلد مافيهاش دكر غيرك أنت ؟!
قال: أنا والمشير السيسي ياسطوطة.. عديها ولا تدققي في أم الكلام !
قلت: لكن المنافسة محسومة بين حمدين صباحى والمشير السيسي !
قال: يعنى إيه حمدين صباحى ياست إنتى.. هو إنتى عايزة تعملى رأسى برأس واحد زى حمدين مرشح الإخوان الذي يتلقى تمويلات من قطر وتركيا وعندى ما يثبت ذلك والسى دى لا يكذب ؟!
قلت: ياراجل متقولش كده، فحمدين له تاريخ نضالى لا يختلف عليه أحد.. فالرجل شارك في ثورة يناير وثورة يونيو يعنى حارب نظام مبارك وحارب نظام الإخوان معا !
قال: أديكى قلتى شارك ياست سطوطة.. فكل الشعب قد شارك في ثورتى يناير ويونيو وهذا ليس انفرادا لحمدين صباحى !
قلت: ولماذا تنتقد حمدين على طول الخط وتترك السيسي دون نقد !
قال: علشان حمدين عامل فيها جمال عبد الناصر لكن السيسي راجل طيب ويعمل في صمت !
قلت: لكن هجومك على صباحى سوف يفقدك تعاطف شباب ثورة يناير الذين يلتفون حوله !
قال: العيال دى كلها ليها سيديهات عندى هتطلع وقت اللزوم !
قلت: ألسنا أصدقاء ياسيادة المستشار ؟!
قال: وهو إحنا لو مش أصدقاء كنت صبرت على أم الأسئلة بتاعتك دى ؟!
قلت: إذا هاتلى من الآخر وفهمنى الفولة !
قال: هفهمك أم الفولة لكن بعد أن أأخذ منك وعدا بأن يكون هذا سرا بينى وبينك !
قلت: في بير يا مان !
قال: شوفى ياستى أنا أصلا مش لازمانى أم الرئاسة دى.. أنا كل طموحى هو رئاسة نادي الزمالك، و»حلق» شعر ميدو.. ووبعد فوزى في انتخابات الزمالك وجدت أن واجبي الوطنى يفرض على أن أبدأ حرب تكسير حمدين والإخوان وكل من يفكر في خوض انتخابات الرئاسة منافسا للمشير السيسي..
قلت: ها وبعدين !
قال: مارست هوايتى في جمع المعلومات عن خصومى من قيادات الإخوان الذين مازالوا خارج السجن وقيادات التيار الشعبى وعلى رأسهم حمدين والعيال بتوع 6 أبريل ويناير ومايو ويونيو وكل شهور السنة، وأعددت لكل منهم سى دى خاص به يخرج وقت اللزوم.. حتى أننى عملت سى دى للسيسي نفسه وسى دى لمرتضى منصور اللى هو أنا علشان لو لقيت نفسى معجب باللعبة وأردت أن أكمل المنافسة على الرئاسة فساعتها أقوم بفضح نفسى !
ضاحكة قلت: هذا يعنى أنك لن تكمل المنافسة !
قال: ياسطوطة هانم أنا رشحت نفسى علشان «أغلس» على حمدين صباحى ليس أكثر وأفتت أصواته في صالح البطل المشير !
قلت: ولماذا تفعل كل ذلك ؟ !
قال: لأننى أرى أن هذا البلد يحتاج لرجل «دكر» يحكمه ولا أرى دكرا سوى السيسي.. وأنا طبعا !

وهنا أدركت أن مرتضى منصور رجل طيب وما ينطقه لسانه ليس هو نفسه الذي يكنه في قلبه، فقلت له: على فكرة أنا عمرى ما خفت منك يا مرتضى !
فقال: لكن سيديهاتك عندى في درج المكتب !
فقلت: «بلها واشرب ميتها».. ثم تركته ورحلت بينما أسمع صراخه وهو يردد.. هاتولى أم السى دى بتاع أم الولية دى.. فين أم القهوة ياولاد التييييييييييييييييييت !!
Advertisements
الجريدة الرسمية