رئيس التحرير
عصام كامل

لا تيأس طالما قلبك ينبض


جلس أمام النافذة، فرأى عامل النظافة يبتسم لابنه الجالس على كرسي متحرك وبجواره بائع "الخبز".. تذكر موقف صديقه وهو يبكي، هل كان يمزح عندما أراد أن يذكره بالماضي ؟


في الماضي كان الجميع يرى أحلامي "مستحيلة" وأني شخص يري أن أحلامه "سهلة"، كانوا يظنون أني شخصٌ يعيش في عالم آخر.. الآن يرى بعضهم أن الشخص المتفائل ما هو إلا شخصٌ عديم الإحساس، هل التفاؤل خطيئة لا سمح الله..

عامل النظافة بداخله "قلب" يؤمن بـ الله، نفسٌ نقية، يثق أن القادم أجمل حتى لو ظلّ عاملًا ينظف الشوارع لكي يراها هؤلاء الناس أجمل ما يكون.. لا يهمه رأي فلان أو فلان، الله يسكن بداخله وهذا ما يطمئنه ويجعله سعيدًا..

بائع الخبز ليس شخصًا يصنع الخبز فقط ولكنه يصنع مذاقًا طيبًا داخل قلوب الجميع، لا يشعر بالقلق ولا يظن أن مهمته تكمن في صناعة الخبز.. فهو من يطعم الناس، فهو استيقظ من نومه كي يذهب باكرًا إلى مكان عمله، ينظف مكانه جيدًا -تعوّد على النظافة.

ما الذي يستطيع حجب ابتسامتك وإبعادها عنك؟ هل فشلت في الماضي؟ ربما فقدت حبيبا؟ الوقوف أمام الأخطاء طويلًا يجلب التعاسة نحو قلوبنا، الفشل ليس مبررًا.. الفشل خُلق كي يساعدنا على النجاح، نفشل لنستعيد ما خسرناه ونطبق أساسيات خطة المرحلة القادمة بجدية، نفشل لنهضم ما خسرناه ونبدأ في تذوق السعادة من جديد. 

الفشل حينما يكون مبررًا فكل الناجحين لا يستحقون النجاح لأنهم بالفعل لم ينجحوا من فراغ ولم يصلوا إلى هذه المرحلة دون جهد وتضحية وفشل..

دعني أوضح لك أمرًا.. لن تستطيع فعل الشيء الذي تريده إلا إذا كنت قادرًا على مواجهة اختبارات الحياة التي تقف أحيانًا كثيرة أمام هذا الشيء الذي تسعى من أجله، لا تلوم الماضي على ضرباته القاسية واجعل منه مخزنا لمعلومات ستفيدك في مستقبلك.
الجريدة الرسمية