رئيس التحرير
عصام كامل

حتى لو كان بطرس غالي


أعاد إلقاء القبض على يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق على يد الإنتربول الفرنسي والإفراج عنه بعد ذلك الجدل مرة أخرى حول الرجل الذي يعتبره البعض منقذ الاقتصاد المصري من عثرته خلال توليه حقيبة وزارة المالية قبل 25 يناير على الجانب الآخر يعتبره البعض شرا مطلقا وأن عبقرية الرجل كانت تقتصر فقط على الإضرار بمحدودى الدخل والعمل لصالح رجال الأعمال والنظام.


ويواجه وزير المالية الأسبق أحكاما قضائية واجبة التنفيذ، أبرزها القضية المعروفة إعلاميا بـ"اللوحات المعدنية" و"هدايا الأهرام" و"كوبونات الغاز"، والشيء المؤكد أنه لا تعليق على أحكام القضاء وبعيدا عن اتهام الرجل في كثير من القضايا إلا أنه يعد من أفضل وزراء المالية في تاريخ مصر الحديث وأكثرهم جرأة وأكثرهم قدرة على فهم طبيعة العمل في دولة نامية مثل مصر وأكثرهم دراية وفهما في التعامل مع المنظمات المالية الدولية، وهذه ليست شهادتى ولا أستهدف من ذكر الحقيقة شيئا سوى الحق، حيث هناك شبه إجماع بين رجال الأعمال التي جمعتنى الصدفة بعدد كبير منهم خلال الأيام الماضية أن هذا الرجل ظلم كثيرا وتعرض لحملة ظالمة قادتها جماعة الإخوان الإرهابية ضده بهدف إبعاده عن المشهد الاقتصادى وإلصاق التهم به.

ولا يتفق رجال الأعمال على عقلية يوسف بطرس غالى الاقتصادية فقط ولكن في سجلة الحافل في خدمة الاقتصاد المصري وتغيير البيئة الاقتصادية المصرية وزيادة حصيلة الجمارك من خلال التشريعات التي استحدثها، والتي أدت إلى زيادة حصيلة التصدير، كما كان له الفضل في زيادة حصيلة الضرائب 3 مرات متتالية ورفعها من 90 مليارا إلى 220 مليار جنيه، وهذا الإنجاز لم يحققة أحد غيرة والدليل على ذلك تراجع الضرائب بعد رحيله.

أنا هنا لا أدافع عن يوسف بطرس غالي ولا عن إنجازاته عن طريق الحزب الوطنى، ولا أعدد مزايا هنا ولكننى أتحدث عن رجل يعتبره عدد كبير من المستثمرين الكبار والصغار كلمة السر في نمو الاقتصاد المصري ليس هذا فقط بل يعتبره آخرون أنه قادر على إنعاش خزينة الدولة مرة أخرى إذا عاد لكرسي المالية مرة أخرى، ومن المؤكد أن هذا الأمر مستحيل، فالرجل لوث بما فيه الكفاية ولا يوجد صاحب قرار حاليا يجرؤ على مجرد التفكير في الاستعانة بغالي مرة أخرى، أو أحد من رموز النظام الأسبق لكفاءته وليس لانتمائه الحزبي، ولم يكن وزير المالية الأسبق ضحية "حفلة التجريس" وحده حيث قاد الإخوان حملة استهدفت الكثير من أعضاء النظام الأسبق بسبب انتماءاتهم الحزبية فقط وليس أي شيء آخر.

ما أحوجنا حاليا أن نستعين بخبرات أبناء الوطن الحقيقية من أجل إعادة البناء مرة أخرى حتى لو كان يوسف بطرس غالى، وأن نسقط مفردات الإخوان التي رفعوها خلال حكمهم البائس، هذا حرامي.. هذا فاسد.. هذا سارق.. وهذا مرتش دون وجود أدلة، نحن بحاجة لجميع الأيادي المصرية أما الأيادي التي ترفع السرح فيجب قطعها ألف مرة حتى لا تنبت إرهابا مرة أخرى.
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية