رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العدل الذي يؤلمك!


نعم هناك بحق مجموعات قليلة العدد ممن امتهنوا الثورة والسياسة انطلاقا من مصالح شخصية ضيقة ورؤى سياسية أضيق أفقا، بهرتهم أموال بعض المنظمات الأجنبية المشبوهة والتي تدخلت في الشأن المصري بمباركة نظام مبارك الفاسد ظنا منه أنها ستجمل وجهه أمام الغرب، استحقوا لقبا مبتذلا لغويا وشعبيا وهو نشطاء السبوبة، ولقد مشى في ركبهم ولمعهم إعلام منافق أفاق يتاجر بكل قيمه سعيا وراء إعلانات أكثر وأرباح أضخم.


ولكن ماذا عنك أنت أيضا أيها القانع بالفساد المبارك له والمتلهف لعودته بأي صورة لاعنا الثورة واليوم الذي وجدت فيه... ألست أنت أيضا ناشطا! نعم أنت ناشط وبشدة ولكنك مخفى عن الإعلام فقط منزويا في جحر فسادك القمىء سواء كان في عملك أو في تجارتك أو حتى في منزلك، أنت ناشط جدا مثل فيروس قاتل خفى عن الأنظار لكنه متوغل في أنسجة المجتمع فاسد يؤلمك شيء واحد فقط... العدل.

تنشط كثيرا ابتذالا وترخصا لأنك كافر بالعدل والمساواة والقيم النبيلة التي قد دنستها وأوضعت من شأنها بتنازلك عن حقك أو الحصول على حق غيرك بالفساد والرشوة والمحسوبية والتودد مدفوع الثمن لذوى المناصب الكبرى والسيادية.

هل يخفى علينا جميعا أن مصر منذ أن تركها جمال عبد الناصر ونسبة الطبقة المتوسطة بها 95 % قد تغيرت جذريا بفعل الفساد حتى تهاوت تلك النسبة بفعل التمييز السلبى إلى أقل من 15 % وأصبحنا مقسمين إلى فئتين فقط أثرياء يملكون كل شىء بالفساد ومفقورين يتعايشون على أقل القليل وبينهما طبقة جديدة طفيلية تصعد سلم الثراء بالرشوة والتملق والترخص لدى معالى المسئول الكبير.

ألم تنشط سيادتك في رفع أسعار شراء الوظائف في مصر بداية من شركات الاستثمار الحكومى والخدمات ونهاية بأرفع المناصب، ألا تتباهى وسط عائلتك وأصدقائك بأنك دفعت مبلغا كبيرا لكى يصير ابنك فلان بيك أو باشا!

ألم تنافق نفسك وتوهمها بالتدين ذاهبا للحج أو العمرة بأموال مكتسبة من حرام ! هل تجهل أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا!

ألم تسع لأن يبدأ ابنك حياته الوظيفية بالحرام ويبقى متعايشا على مكان سلبه من فقير أفضل منه علما وكفاءة ثم مازالت تنشط في فسادك رافضا كل تغيير به رائحة العدل والإنصاف التي تؤلمك كثيرا، ثم تصدع رؤوسنا بحديثك عن الدين والحرام مرددا كببغاء أحمق الأحاديث الشريفة والآيات الربانية التي تلعن الراشى والمرتشى وآكل مال الناس بالباطل !

ألم تنشط في أن تجبر زوجك بالنقاب الأسود حتى تستر عوراتها بينما أنت ذاتك عورة، نعم أنت عورة وليسوا هن، عورة في جسد المجتمع والقيم والإنسانية، لن ينظر الله إلى صورنا وملابسنا بقدر ما ينظر لقلوبنا وأفعالنا.

ألست بناشط إذن ولك سبوبتك أيها النامى فسادا والساعى لتكملة حياتك بهذا الفساد، إن كان نشطاء السبوبة قد أضاعوا ثورتنا مع غيرهم فاعلم أنك أضعت وطنا وهدمت قيما ودمرت أجيالا وهدمت ناموس الله في كونه وارتضيت بأن يكون الفساد أساس الملك وليس العدل الذي تحاربه ولكنه يبقى مؤلما لك ولأمثالك.
fotuheng@gmail.co
Advertisements
الجريدة الرسمية