رئيس التحرير
عصام كامل

أضرار التربية الخاطئة


نجحت الجماعات المتطرفة عبر السنوات إنهار فيها مستوى التعليم وتدني فيها الاهتمام بثقافة التنوير في اجتذاب أجيال من الشباب إلى اعتناق فكرها المتطرف مستغلة الخواء الثقافي وتقليدية المناهج التعليمية التي تعتمد على الاستظهار والحفظ ولا تهتم بالتفكير والفهم..


نشأت أجيال من الشباب امتلأت عقولها بفكر ضال مضلل في فهم العالم حوله وفي معرفة الأسس الفكرية والثقافية والاجتماعية التي يقوم عليها عالمنا المعاصر، ويسير على أساسها في تطوير نموه الحضاري؛ فحصروا الشباب في فكر فقهي مر عليه ألف عام، واكتسب قداسة زائفة كأنه جزء من الوحي؛ واختاروا منه أشد آرائه تطرفا وأكثرها بعدًا عن العصر وعن العقل؛ لكي ينمو جيل يعطل خلايا التفكير ويؤصل عملية التلقين التي تلغي العقلية النقدية الخلاقة التي تشكل العمود الفقري للتقدم الإنساني..

أصبح شبابنا الذي عومل تعليميا وثقافيا تحت هذه الظروف آلة للتدمير والهدم ومثالًا للغباء والجهل لا يقبل الرأي الآخر ولا يستطيع التفكير المستقل ويقدس شيوخه الضالين ويعتبر فكرهم المنحرف وحيا منزلا من السماء ويكفر من لا يتبعه أو حتى من يناقشه في مدى صحته وتعبيره عن صحيح الدين فدعا لمخلوق وإله زائل وارتد في ظلم العصور القهقري..

أصبحنا نعيش في مجتمع منغلق على فكر تجاوزته البشرية منذ قرون –بعضهم يؤكد أن الأرض مسطحة وينكر قانون الجاذبية؛ مما يؤكد فشل المناهج التعليمية حتى في أساسيات علوم الكون بل زاد الطين بلة أن طائفة من المعلمين تم غسل أمخاخهم بفكر تيار التأسلم المتطرف فأصبحوا دعاة له بين تلاميذهم بل وصل ذلك الفكر المتطرف إلى بعض أساتذة الجامعة مما أسهم في انتشاره بين الصغار والشباب في المدارس والجامعات..

وداخل بعض الأسر أيضا نجد أن التربية التي يهتم الآباء فيها بغرس عقائد الدين وعباداته تحولت إلى استخدام أساليب التلقين والإلزام دون أساليب التفكير والإقناع فانتشرت ظاهرة تحفيظ الأطفال في سن مبكرة للقرآن الكريم دون فهم أو إدراك للمقصود الإلهي من النص أو الإعجاز اللغوي فيه فيصبح ترديد الآيات ببغائيا هو الهدف الأسمى من عملية التحفيظ وأقيمت المسابقات على أساس الحفظ فقط دون مراعاة للمرحلة السنية أو العقلية وتم إهمال غرس القيم الدينية الأخلاقية والسلوكية اكتفاء بمظاهر اللحية والحجاب والنقاب وأداء العبادات ظاهريا وتسميع الآيات بلا فهم ولا تطبيق..
Advertisements
الجريدة الرسمية