رئيس التحرير
عصام كامل

صفوت عبد الغني يحرض أنصار المعزول على تبني العنف.. القيادي بالجماعة الإسلامية يزعم: قبول مبادرات الصلح يهدم ثوابت الدين.. حكم العسكر يسقط البلاد في قبضة الأعداء.. وفعاليات الإخوان "سلمية"!!


اعتبر الدكتور صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة الإسلامية وما يسمى بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية"، أن المراجعات الفكرية سنة كونية، وضرورة شرعية وقيمة أخلاقية وحتمية سياسية، وذلك بغية تصحيح الأخطاء وتلافي القصور في العمل، وتحنب أسباب الفشل، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الإسلاميين مجمعون نظريا على ضرورة المراجعات وأهميتها إلا أن بعضهم يتباطأ في إجرائها ويعتبرها نقيصة.


وأضاف "هناك اختلاف كبير بين المراجعات والتراجعات" موضحا أن المراجعات عادة ما تكون في دائرة الأهداف المرحلية أو الوسائل والمسائل الاجتهادية التي تحتملها الأدلة حيث يكون الخلاف فيها مستساغا أما التراجعات أو الانتكاسات فإنها تكون " في التخلي أو التنازل عن المبادئ أو الثوابت أو الأصول الشرعية ويحاول أصحابها أن يلبسوها ثياب الحكمة أو الواقعية أو التعقل".

وتابع عبد الغني في مقالة له نشرتها صحيفة "المصريون" تحت عنوان " تحالف الشرعية بين المراجعات المحمودة والتراجعات المذمومة" أن " فشل بعض الإسلاميين الذين تحولت مراجعاتهم إلى تراجعات وانتكاسات لا تقل خطورة على الدين - إن لم تزد - عن أولئك الذين تباطئوا أو صموا آذانهم عن إجراء مراجعات شرعية مستمرة لأفكارهم وأهدافهم ووسائلهم، فإذا كان الصنف الأخير قصر في فضيلة وفريضة شرعية، فإن الصنف الأول قد تقودهم تراجعاتهم إلى التخلي عن ثوابت الدين بالكلية".

واستكمل حديثه متطرقا إلى الدعوات التي يطلقها البعض إلى ضرورة إجراء ما يسمى التحالف الوطني لدعم الشرعية لمراجعات جذرية بشأن موقفه مما حدث في مصر منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي حيث قال إنه " لا حرج في هذه الدعوات طالما التزمت بحدود المراجعات وضوابطها الشرعية والسياسية بأن يجري التحالف مراجعات مستمرة للأهداف المرحلية أو التكتيكات اما أن تتحول هذه المراجعات إلى انتكاسات أو تراجعات فإن أصحاب هذه الدعوات هم الذين في حاجة ماسة وعاجلة لإجراء مراجعات شرعية منضبطة لأفكارهم وتصوراتهم".

وأضاف "أن المتراجعين ينادون بضرورة إجراء التحالف لمراجعات جذرية تتعلق بقبول ثورة يونيو، والإذعان لخارطة الطريق الفاشلة، ووقف كل الفعاليات السلمية المنددة بالانقلاب وكذبا طالبوا بالرجوع عن كل من العنف والإرهاب والقتل والتفجير الذي يمارسه التحالف الوطني، مع ضرورة القبول بالأمر الواقع وبرئاسة السيسي باعتباره رجل المرحلة وقائد الدولة المقتدي بسيد البشرية، بل طالب بعضهم بوجوب حل جميع الجماعات والأحزاب الإسلامية العاملة على الساحة أو على الأقل اهتمامها فقط بالدعوة وهداية الخلائق وترك السياسة وتولى السلطة ".

وزعم أن "المتراجعين يجب أن يدركوا أن المفسدة العظيمة التي هي أولى بالدفع هي إصرار العسكر على إقصاء الإسلاميين عن تولي السلطة في البلاد حتى وإن مكنهم الشعب من ذلك، وأن النظر الدقيق في مآلات الأمور يقتضي عدم تمكين دولة العسكر من حكم البلاد لأن تمكين العسكر يضر بقضايا الأمة وهويتها ويجعل البلاد تسقط في التبعية الكاملة لأعداء الأمة".

واختتم مقاله بتأكيد أن " تجربة الجماعة الإسلامية في قضية المراجعات يجب أن تكون حاضرة في الأذهان حيث كاد بعض قياداتها السابقة الذين تحولت مراجعاتهم الشرعية إلى تراجعات وانتكاسات أن يتسببوا في تضييع ثوابت الدين وتفتيت الجماعة ذاتها ولولا توفيق الله تعالى ثم تصدى المخلصين من أبناء الجماعة لوقف تلك الانتكاسات واستبدال تلك القيادات مما جعل الجماعة الإسلامية تستطيع أن تقوم اليوم بدورها في مقاومة الظلم".
الجريدة الرسمية