رئيس التحرير
عصام كامل

هاتوا آخرها


سأتحدث اليوم في شيء مختلف قد لا يراه البعض مهما، وهو هذه المحاكمات التي لا تنتهي لقيادات الإخوان المسلمين، إنها محاكمات تتأخر لأسباب متعمدة مثل رد المحكمة، وهو السبب الأكثر وضوحا حتى الآن، والذي كان وراء تأخر هذه المحاكمات وتأجيلها، يضاف إليه مطالب المحامين التي لا تنتهي وكلها تقريبا تدور في فلك التأخير للمحاكم...


وجلسة بعد جلسة يبدو على أقطاب الإخوان الضالين كما نعتهم المفكر نادر فرجاني، كثير من الراحة والابتهاج.. فعلى الأرض تجرى حوادث الإرهاب القذر التي كان آخرها ما جرى يوم الأربعاء الماضي أمام جامعة القاهرة والتي استشهد فيها رئيس مباحث الجيزة العميد المرجاوي الذي لم أقابل أحدا يعرفه إلا وشكر لي في أخلاقه وعمله.. والتي أصيب فيها أيضا زملاؤه ومات من جرائها صبي صغير كل ذنبه أنه كان يمر في الطريق.

قيادات الإخوان الضالون يعرفون ما يجري على الأرض ويسعدهم هذا ويبهجهم في الوقت نفسه تأخر المحاكمات مما يشي أن لا شيء حقيقيا في يد القضاة يستحق أن يتم الحكم عليه بسرعة، في الوقت الذي يرى من هم مثلي أن القضاة في هذه القضايا يعملون وفقا للقانون ولا يريدون أن يظهروا بمظهر المتعجل كما حدث مع القاضي الذي لم يستمع للمرافعات وحكم على أكثر من خمسمائة بالإعدام، أو القاضي الذي شن على المتهمين هجوما سياسيا بينما الأصل أنه "حكم عدل" في القضية لا خلفية سياسية في حكمه.

أقتنع أنا بهذا التأخر باعتباره أقصى درجات توخي العدل لكنه كما قلت من ناحية أخرى مع زيادة الإرهاب في البلاد وعملياته القذرة يشجع قيادات الإخوان ومحاميهم على التلكؤ أو البحث عن سبل للتلكؤ حتى يبدو الأمر وكأن الحكومة والنظام السياسي عاجزان عن اتخاذ القرار لا بالحكم العادل ولا إيقاف الإرهاب.. وهكذا صارت المحاكمات مصدر سعادة للمتهمين بل وصرنا نسمع من يقول منهم إن الإفراج عنهم ضروري حتى يتوقف الإرهاب الذي سينشط ما داموا في السجون. وسؤالي هو هل تستحق المحاكمات حقا هذا التأجيل الذي يقترب من العام الآن؟.. من يستطيع أن يجد طريقة قانونية تتفرق فيها القضايا على محاكم عديدة وأن يكون التأجيل ليوم أو يومين على الأكثر في كل مرة تتم فيها دراسة المطلوب مهما كان نوع القضايا؟..

يوما بعد يوم، يزداد أمل المتهمين في الإرهاب أن يخلصهم مما هم فيه، وكما يعطيهم الإرهاب القوة يأخذ منهم أيضا القوة إذ يبدون وكأنهم غير متهمين في شيء. أجل جانب كبير من ارتفاع وتيرة الإرهاب يعود إلى تأخر هذه المحاكمات التي تظهر النظام عاجزا عن فعل شيء.. لا نريد استعجالا لا يسمح للمحامين بالحديث ولا الاطلاع لكن نريد عملا غير روتيني، فبدلا من أسبوعين لدراسة رد المحكمة يكون أسبوعا واحدا أو عدة أيام كافية وبدلا من أسبوعين أو أكثر للاطلاع تكون عدة أيام خاصة وقد مضت أيام كثيرة اقتربت من العام.

بالطبع حين تأتي الأحكام في غير صالح المتهمين ستحدث اعتراضات وسنشاهد احتجاجات وشيئا من الفوضى، لكن ستصل الأمور إلى غايتها.. وبالبلدي يعني تجيب آخرها ونخلص.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com
الجريدة الرسمية