رئيس التحرير
عصام كامل

أفيقوا أيها التعساء!


لنفترض جدلا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية الحالى، أقول لنفترض أن هؤلاء قتلة، وأنهم.. وأنهم.. هل هذا يجيز لأى إنسان أو تشكيل أو جماعة أن تحمل السلاح وتقوم بعمليات اغتيال لضباط أو صف ضباط أو أفراد من هذه المؤسسة أو تلك؟! هل هذا يجيز حرق أو تخريب أو تدمير مؤسسات عامة؟! ثم هل تريد هذه الجماعات عقاب الجماهير التي ثارت عليها في ٣٠ يونيو، بحرق ممتلكاتها وإثارة الهلع والفزع في نفوسها؟!


أقول لمن يستحلون ذلك، تذكروا جيدا أنكم بإباحة ذلك لأنفسكم، أنتم تبيحونه لغيركم.. وهؤلاء لمن بعدهم، ولمن بعد بعدهم، إلى أن يصبح البلد غابة.

عموما، تعالوا لنفترض جدلا.. جدلا.. أن هذه الجماعات نجحت في إضعاف وكسر شوكة القوات المسلحة المصرية، فمن يذود عن حمى مصر، الوطن والشعب؟! بل إذا سقطت هيبة القوات المسلحة، ألا يدفع ذلك أعداءنا المتربصين بنا للتجرؤ علينا؟! وإذا حدث أن تعرضت مصر لهجوم جوى، أو بحرى، أو أرضى من قبل العدو الصهيونى، فمن الذي سيتصدى له؟! أنتم؟! هيهات؟!

تعالوا أيضا لنفترض جدلا.. جدلا.. أن هذه الجماعات نجحت في تركيع الشرطة، وأصابتها بالعجز والشلل، من يتصدى لعصابات المجرمين والسفلة والقتلة؟!.. من يحفظ أعراض النساء، ويذود عن الأطفال والشيوخ؟!.. من يحمى الناس في بيوتهم ليلا، بل من يحميهم نهارا؟! هل تريدون أن تتوقف الحياة كاملا، بحيث تصبح مصر خرابا يبابا؟! وإذا أصبحت كذلك، فماذا تفعلون بها؟!

دعونى أقول لكم حتى تستريحوا وتريحوا.. طالموا أنكم ماضون في هذا الطريق، فلن تصلوا إلى شيء من هذا أبدا.. لن تحققوا ما تأملون.. هل تعرفون لماذا؟ لأنكم فشلة.. مرضى.. كل عملكم هو الدم والهدم، ولا شيء غيرهما..

أما البناء، فلستم له أهلا، ولا علاقة لكم به أصلا.. دعونى أقول لكم أيضا، إن القوات المسلحة لن تنكسر، كما أن الشرطة لن تركع.. لسبب بسيط هو أن الشعب المصرى يقف خلفهما، والعكس هو الصحيح بالنسبة لكم.. وإذا كنتم تتصورون أن هناك من يقف وراءكم ويدعمكم، فأنتم واهمون.. هؤلاء سوف يتخلون عنكم -عاجلا أم آجلا - وسوف يتركونكم في العراء لمصيركم المحتوم لتلقوا حتفكم.. أفيقوا أيها التعساء.
الجريدة الرسمية