رئيس التحرير
عصام كامل

لابديل عن الديكتاتورية


الحرب على مصر والشرق الأوسط مستمرة ولكنها تأخذ أشكالا مختلفة وتتزامن في تفاعلها فجانب الفتن الداخلية التي تحدثها جماعة الإخوان ومن يناصرونهم هناك فتن أخرى تتم على نطاق دولى.


فقد تكلمت في مقالة سابقة عن المشروع الخليجى لجمع شمل دول الخليج جميعهم في اتحاد اقتصادى كبير وتحالف عسكري يعتبر العداء على دولة منهم هو عداء لبقية دول التحالف. فالكلام جميل كما ذكرنا ولكن يجب أن نعرف من وراء هذا التحالف ولماذا فُعل هذه الأيام بالذات وخصوصًا عندما نسمع عن تحالف مماثل يتم بين إثيوبيا والسودان بالرغم من تضرر السودان من سد النهضة.

هنا يجب أن ننتبه جيدًا ماذا يريدون للمنطقة أن تكون ؟ بالطبع يريدونها دمارا شاملا فهم يردون بتحالف الخليج أن يكون هناك حرب بين دول الخيج وإيران وذلك لأن إيران هو العدو اللدود لأمريكا صاحبة السلاح النووى المنافس للسلاح الأمريكى والإسرائيلى فيجب زرع الفتن لإشعال الحرب في المنطقة والتخلص من الطرفين والتنعم ببترول الخليج وكنوزهم وفى نفس الوقت التخلص من إيران نهائيًا ويدوم الهناء لإسرائيل لتحقق حلمها التاريخى لبسط حكمها من النيل إلى الفرات.

وتحالف السودان وإثيوبيا سيكون ضد من؟ بالطبع ضد مصر وبالرغم من تضرر السودان من سد النهضة إلا أن التحالف يتم وفتن إشعال الحروب تدبر فيكون هناك فتن وحروب في الداخل على يد الإرهابين على الحدود وداخل المدن وفى الجامعات والمدارس وإشعال الفوضى داخليًا بجميع صورها ويتزامن كل هذا بعد تفاخم الفوضى مع حرب يتم إشعالها بين مصر والتحالف السودانى الإثيوبى.

يجب أن ننتبه أن هناك دولا تحرك منظمات دولية لها أذرع في كل شبر في العالم من أجل دمار مصر والشرق الأوسط.
فلا بديل عن الديكتاتورية بجميع صورها لإنقاذ مصر والعالم العربى ولكن تلك الديكتاتورية لابد أن تتم باحتراف عال فيجب أن تكون ديكتاتورية يغلفها الديمقراطية وتتم تحت قيادة المؤسسة العسكرية لأنه يا سادة الموضع خرج عن نطاق دولة وثورة تريد الحياة بل أصبح موضع أمن واستقرار دولة بالدرجة الأولى.

نحن دولة أصبحت يحيطها الموت من كل اتجاه ويراه البعض الحياة.. والذي حدث في أسوان من مجزرة بين القبيلتين المتحاربتين فيما بينهما بسبب فتنة كاذبة وقعت بسبب كلام مسيء كتب على حوائط المدرسة الصناعية كانت نتيجته تلك المجزرة البشرية التي لا يعلم إلا الله متى ستنتهى يؤكد ما ذكرته ويشير أن هناك من يريد مصر كمعظم الدول العربية قبائل متحاربة وهذا مايؤكد مبدأ تقسيم الأقطار العربية ليست إلى دويلات بل إلى قبائل بدوية تحكمها إسرائيل وتكون مرطعا وسوقا لجميع بلدان العالم ليس للفرد العربى بصفة عامة أي سيادة على أرضه فيها ونظل دولا منتجة للغير وليس لأبنائها ونظل نزرع الحياة للعالم وندخر لأنفسنا الموت.

ولذلك ففكرة الزعيم تفرض نفسها وفكرة الديكتاتور العادل تظهر وتكون لا بديل لها وليس يعنى هذا أننا لا نسير في دولة مؤسسات لا أقصد هذا ولكن كل ما أعنيه أن نتمسك بأيدولوجية عامة تحكمنا وتندرج تحتها إستراتيجيات عامة تسير في فلك تلك الأيديولوجية لا تحيد عنها فيخلق هذا الجو العام قيادات وزعماء جدد يستطيعون رسم وإعادة خريطة الوطن العربى من جديد. ومن له المقدرة على صنع هذا غير المؤسسة العسكرية ورجل مخابرات يعى جيدًا بل ويرى ويفهم مايحاك للوطن من مؤامرات. ولاسبيل من جمع العقول المفكرة والمحبة للوطن لمساعدة الرئيس القادم في خدمة الوطن وليكونوا نواة لقيادات جادة تعرف معنى العمل الجماعى المنظم لهدف رفعة الوطن لاغيره. حماك الله يا مصر أرضًا وشعبًا.

الجريدة الرسمية