رئيس التحرير
عصام كامل

احترس إنت مشروع جاسوس.."فيس بوك" وسيلة "الموساد" لاصطياد الشباب المصري والعربي.. صفحات عربية وحسابات وهمية لنصب "الفخ".. حسناوات وضباط مخابرات وزوجات مسئولين للحصول على معلومات.. وخبير يحذر من الظاهرة


يسعى الكيان الصهيوني منذ نشأته عبر شتى الطرق خلق أفخاخ للمجتمع العربي واصطياد شبابه من أجل التجسس على الدول المحيطة به من جهة أخرى، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في استدراج البعض خلال الحوار للحصول على معلومات عن بلدنا الحبيب مصر، وما يدور على أرضها من أحداث.


وانتشرت في الآونة الأخيرة الصفحات الوهمية التي يديرها عملاء الموساد من أجل تنظيم حملات تجنيد لعملاء جدد في الدول العربية وخاصة المجاورة لدولة الكيان من أجل استقطاب الشباب العربي، الذي ينحاز البعض منه من ضعاف النفوس وراء حيل هذا الجهاز. 

ويقوم الموساد بإدارة عدد معين من الحسابات الوهمية الإليكترونية، التي يقوم من خلالها بكتابة تقرير يومي وأسبوعي ونصف شهري وشهري ونصف سنوي وسنوي عن الأوضاع في البلدان العربية، معتمدا في ذلك على المعلومات التي يجمعها من صفحات أصدقاء حساباته على فيس بوك، مما ينشرونه في حالتهم اليومية.

ويتضمن التقرير الحالة الأمنية، والحالة الاقتصادية، والمستوى المعيشي، والمستوى الثقافي للشباب، وعلاقة المواطنين بالحكومة، ومن هذه المعلومات، يمكن عنصر "الموساد" أن يرشح في تقاريره عددا من الأشخاص بناء على متابعته لهم ودراسته لسلوكهم؛ كي يتم إسقاطهم، أو يسهل إيقاعهم وتوريطهم في العمالة.

والغريب انتشار صفحات لكبار القيادات الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية، والتي تتواصل مع الشباب بشكل يومي على مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم "أوفير جنلمان" المتحدث الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، والمتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي" وغيرهم، ناهيك عن قيام جهاز الموساد مؤخرًا بتدشين صفحة له باللغة العربية تحت عنوان "الموساد الإسرائيلي قسم تجنيد العملاء".

واقترنت دائمًا كلمة التجسس بهذا الكيان المحتل، وبالعودة إلى الوراء نجد أن هناك أصولا للتجسس في المعتقدات اليهودية، والتي تعود إلى فعل "يوشع بن نون" حينما أرسل جاسوسين ليكتشفا أرض مدينة أريحا نحو 1200 ق.م، قبل الاحتلال الذي تتحدث عنه التوراة صراحة ولما افتضح أمرهما خبأتهما امرأة زانية تسمى "راحاب" في بيتها، وساعدتهما على الهرب.

وهذه الواقعة التوراتية، هي التي تمنح التبرير الشرعي لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية استخدام النساء، وخاصة البغايا في عمليات التجسس. وتختلف الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، وتتعدد مهامها على النحو التالي، الموساد: وهو جهاز الاستخبارات الإسرائيلية العامة، ويهتم بالعمليات الخارجية. جهاز (أمان): وهو جهاز الاستخبارات العسكرية، ويهتم بالعمليات العسكرية. (شين بيت): جهاز المخابرات الداخلية، ويعرف الآن بالـ (شاباك). ويهتم بالتجسس على اليهود أنفسهم داخل إسرائيل، وملاحقة الفلسطينيين. (هيت تيم): وهو عبارة عن فرق العمليات العسكرية السريعة، وهو أخطر جهاز حيث يتولى تنفيذ عمليات التصفية الجسدية في أنحاء العالم.

وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية عما يعرف بوحدة بـ "المستعربين" كونها وحدة سرية في المخابرات العسكرية الإسرائيلية تعمل منذ سنوات، ولكنها أحيطت بسرية تامة، يتقن عملاؤها اللغة العربية ولهجاتها المختلفة بما فيها المصرية والشامية وغيرها.

وقالت الصحيفة: إن الوحدة 504 هي التي تضم محققين ميدانيين يتحدثون اللغة العربية كما يتنفسون وملمين بثقافتها، الأمر الذي يمكنهم من الحصول على معلومات قيمة من العرب. 

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوحدة قديمة جدا في الجيش الإسرائيلي؛ حيث تتميز عن وحدات الجيش الأخرى في عدة مفاهيم، فالجيش يبحث عن متحدثين باللغة العربية في العقد الثاني والثالث من أعمارهم، والذين خدموا في وحدات مختلفة، ويضمهم إلى الدورة في إطار الخدمة الاحتياطية".

وتعد هذه الوحدة بحسب الصحيفة الوحدة الاستخبارية الوحيدة التي تمد قائد الكتيبة بالمعلومات في ساحة المعركة، كما أنه يقاس جنود هذه الوحدة بحجم المعلومات التي يمكنهم جمعها وقدرتهم في التأثير على شكل محاربة الكتيبة، كما أنهم يجلبون أحيانا معلومات تعمل على إنقاذ حياة الجنود الآخرين.

ويواصل هذا الكيان المحتل ألاعيبه الدنيئة؛ حيث كشف عدد من الشباب المصري خاصة من الدارسين للغة العبرية عن قيام شخصيات صهيونية بمحاولات لتجنيدهم في الاستخبارات عبر شبكة الفيس بوك مستغلين في ذلك حاجة هؤلاء الطلاب لإتقان اللغة العبرية؛ حيث قامت الشخصيات بسؤال هؤلاء الدارسين عن الحياة السياسية في مصر ومستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل.

ومن هذا الباب يستغل الموساد عدم وعي الشباب العربي والمصري خصيصًا ويقوم بطرح المغريات أمامهم ما يجعلهم فرصة سانحة لمشروع جاسوس كما وأنه يسهل لهم السفر إلى تل أبيب، فضلًا عن أنه يستخدم ما يعرف بالسيرفرات، والتي تعمل على سحب المعلومات وجمعها في حزم إليكترونية مقسمة على حسب الدولة وعلى حسب المعلومة إذا كانت سياسية أو عسكرية أو دينية من أجل قياس الرأي العام في مصر.

وهناك آلاف الشباب المصريين الذين يتواصلون مع عناصر من أجهزة الموساد دون علم من خلال الصداقة وتبادل الآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذين عن دون إدراك يدلون بمعلومات يستغلها هذا الجهاز في أغراض استخباراتية.

كما أن هناك أيضًا من هم يلجئون إلى التواصل مع جهاز الموساد طواعية وكان آخرهم الجاسوس الأخير "شنودة أشرف صبحي ذكري" من محافظة سوهاج، والذي تعرف على فتاة إسرائيلية عاشرها جنسيا مقابل 150 دولارا، وكان "الفيس بوك" منبرًا له للتعمق وتبادل المعلومات مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد يرى الدكتور "منصور عبد الوهاب" - خبير الشئون الإسرائيلية وأستاذ اللغة العبرية والمترجم العبري للرئيس السابق حسني مبارك -: إن "الفيس بوك" أصبح أحد أهم الوسائل للحصول على المعلومات وأحيانًا يصل إلى درجة التجنيد في حالة عدم وجود وعي من قبل الشباب عن طريق بعض الحوارات بأي لغة سواء كانت عبرية عربية إنجليزية؛ حيث ينزلق الشباب في الكلام ويعطي بعض المعلومات التي اعتقد أنها معروفة وعادية ولا خطورة منها، ولكن في بعض الحالات تكون هناك خطورة بالغة في التصريح ببعض المعلومات أو الانطباعات؛ لأن أجهزة الأمن الإسرائيلي تريد أن تعرف نبض الشارع من خلال حوارات مع الشباب. 

وأضاف دكتور "عبد الوهاب": إنه من الممكن أن تنشأ بعض العلاقات غير السوية بين شباب من الجنسين تؤدي إلى الانزلاق في فخ الجاسوسية وبصفة خاصة في ضوء الحالة الاقتصادية الصعبة في مصر ونسبة البطالة العالية بين الشباب. 

وبسؤاله عن هل تلعب "سارة نتنياهو" زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي دور في تجنيد الشباب المصري أردف خبير الشئون الإسرائيلية أنه وارد أن يكون لشخصيات رئيسية في إسرائيل دور في تجنيد الشباب المصري ومن بينهم زوجة نتنياهو، فهناك بعض القيادات ممن أتيحت لها الفرصة في القيام بهذا الدور مثل "تسيي ليفني" التي اعترفت أنها مارست الجنس من أجل إسرائيل.

وأشار إلى أنه يجب مواجهة ذلك بالتوعية التي كانت تحدث في الخمسينات والستينات عن طريق الندوات، أحيانا عن طريق بعض التعليمات التي كانت على الكراسات والكتب المدرسية، وعن طريق قيام أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية بدور إيجابي في هذا الشأن من خلال فتح قنوات اتصال وحوار مع الشباب وشرح مخاطر مثل هذه الاتصالات العشوائية وزيادة الحس الأمني لدى الشارع المصري.

وأضاف "عبد الوهاب": إن هذا الوعي ينتقل إلى الشباب والكبار في صورة فهم طبيعة العدو وأساليبه وتكوين حائط صد وطني وثقافي ضد هذه المحاولات، وهناك دور كبير على وسائل الإعلام عدم طرح موضوعات خطيرة تتعلق بالأمن القومي للنقاش العام، وألا تنقل عن العدو بعض الأخبار الكاذبة ولا تروج لبعض الإشاعات التي يبثها. 

ومن جهته صرح دكتور منير محمود - خبير الشئون الإسرائيلية - بأنه ينبغي على الدولة المصرية عدم تجاهل وإهماله الآلاف من الطلبة المصريين حتى لا تجعلهم عرضة لمطامع أجهزة استخبارات إسرائيلية، معتبرًا أن مواقع التواصل الاجتماعي أحد مراحل أجهزة المخابرات في العالم، وتسمى مرحلة رصد الظواهر المجتمعية للوصول للمعلومة ثم التجنيد.

ويعتبر دكتور "منير" أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا يمكن أن تتخلى عن تكنولوجيا المعلومات وخاصة ما له علاقة بمواقع التواصل الاجتماعي لكي تقوم بعملها لرصد وتجميع وربما تجنيد العرب في أي مكان في العالم، مؤكدًا أنه على يقين بأن أجهزة الأمن المصرية بما فيها من خبرات متخصصة في الشأن الإسرائيلي لديها من المعلومات ما يجعلها على وعي بأي مخطط يستهدف شباب مصر.
الجريدة الرسمية