رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سيمون بوليفار "المحرر".. قصة كفاح


سيمون خوريه أنطونيو دي لا سانتيسيما ترينيداد بوليفار، وطني من أمريكا الجنوبية وهو مؤسس ورئيس كولومبيا الكبرى أطلق عليه اسم «جورج واشنطن أمريكا اللاتينية»؛ لما قام به في تحرير الكثير من دول أمريكا اللاتينية، كولومبيا وفنزويلا وأكوادور وبيرو وبوليفيا.


ولد سيمون بوليفار في مدينة كاراكاس عاصمة فنزويلا في 24 يوليو 1783، ونشأ بوليفار يتيمًا بعد موت أبيه النبيل دون جوان بوليفار ومصرع أمه دونا ماريا سوجا، في حادث سقوط عربتها من الجبل وقام بتربيته خاله وأحاطه بالحب والرعاية.

وتأثر خلال دراسته بالفلسفة ودرس بشكل خاص لجان جاك روسو الذي ترك أثرًا عميقًا في شخصيته، سافر بوليفار في مطلع شبابه إلى فرنسا حيث التقى بالعالم الألماني ألكسندر فون هومبولت الذي نقل له اعتقاده بأن المستعمرات الإسبانية في حالة استعداد للتحرر، فراقت الفكرة لبوليفار وأخذ يمعن النظر في تحرير بلاده.

بعد عودته من فرنسا استطاع في 1810 الإطاحة بالحاكم الإسباني فنسينت دي امبران وإقامة حكم عسكري، وفي عام 1811 أعلن استقلال فنزويلا، إلا أن إسبانيا قامت بهجوم مضاد على فنزويلا مما دفع قائد الجيش إلى توقيع هدنة معها عام 1812، وغادر بوليفار إلى كارتاجينا في غرناطة الجديدة، فتجاوب معه شعب غرناطة وتم تعيينه قائدًا لحملة هدفها تحرير فنزويلا.

في عام 1813 اشتبك بوليفار مع الإسبان في ست معارك ودخل منتصرًا إلى كاراكاس بصفته منقذًا للبلاد، فلقبه الشعب بـ "المحرر" واستولى على الحكم، إلا أنه أسس حكمًا ديكتاتوريًا، وأنزل أحكامًا قاسية بمعارضيه مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية، فاستغلت إسبانيا الوضع وأعادت احتلال كاراكاس، في حين غادر بوليفار فنزويلا ولجأ إلى كارتاجينا.

واصل بوليفار ثورته وأقام اتصالات مع ثوار السهول الذين انضموا إليه، وفي 1819 قاد حملة لضرب القوات الإسبانية في غرناطة الجديدة، وبعد استسلام القوات الملكية لبوليفار، تم إعلان جمهورية كولومبيا الكبرى وانتخابه رئيسًا، لكن هذه الدولة الفدرالية التي ضمت فنزويلا وكيتو وغرناطة الجديدة، كانت حبرًا على ورق؛ لأن فنزويلا وكيتو كانتا لا تزالان تحت سيطرة إسبانيا.

وشعر بوليفار أن الثورة في أميركا الجنوبية أصبحت حتمية، فعاد لمجابهة القوات الملكية وحرر كاراكاس في 1821، والإكوادور في 1822.

وبذلك تم تحرير جمهورية كولومبيا بأسرها، ولم يبق بأيدي المستعمرين سوى البيرو التي تمكن بوليفار من تحريرها عام 1824 باستثناء القسم الأعلى منها الذي حرره مساعده بعد عام فقط، واتخذت هذه المنطقة اسم بوليفار تيمنًا به.

في عام 1826 أقام القائد المنتصر حلفًا يضم دول أمريكا الإسبانية، ووُقِعت إثر ذلك معاهدات بين كولومبيا والبيرو وأميركا الوسطى والمكسيك التي اتخذت قرارًا في ما بينها بإنشاء جيش وأسطول مشتركين، وتعهدت بأن تحل جميع مشاكلها بالتحكيم.

توفي بوليفار عام 1830 ولا يزال لغز وفاته قائما حتى الآن حيث أكد العلماء الذين يدرسون رفاته أنهم غير قادرين على تحديد سبب وفاته، فتذهب معظم الروايات التاريخية إلى أنه مات بمرض السل عام 1830، لكن العلماء لم يتوصلوا إلى أدلة تقود إلى تأييد هذه النظرية أو استبعادها، كما أنهم لم يجدوا أي دليل على أنه سُمِم بشكل متعمد.
Advertisements
الجريدة الرسمية