رئيس التحرير
عصام كامل

غبار الكذب والإرهاب


وما زال غبار وكذب الإخوان وقلب الحقائق وإرهابهم يُزكم أنوفنا ولكنه لن يمتنا ولن يصلوا إلى مآربهم مهما فعلوا.. فقد شاهد الجميع مقتل الصحفية ميادة وقتل مارى وحرق سيارتها ومع ذلك لا يخجلون من التظاهر أمام نقابة الصحفيين أمام كل وسائل الإعلام.. الذين دعوهم لتصوير هذه التمثلية القذرة بأن من قتل ميادة ومارى هم الداخلية وظلوا يرددون مقولتهم المعروفة الداخلية بلطجية.


وقد انتابتنى حالة من الاكتئاب وانزويت بمفردى في ركن في نقابة الصحفيين بعد أن صرخت في وجوه من يتظاهرون بأن من قتل الفتاتين هم الإخوان ولا سبيل لكم مما تفعلون وكادوا أن يفتكوا بى لولا بعض أصدقائى من الصحفيين الشرفاء الذين قالوا لى أتركهم فنحن معتادين على هذا فتكذيب الأمور وتزوير الحقائق والوقفات الخادعة التي ليست على أساس حقيقى كلها أمور معتادة ونعرف جيدًا أنها مدفوعة من جهات تمولها.

وأخذنى الفضول أن أراقبهم عن بعد فوجدتهم بعد انصراف المصورين أخذوا يمارسون حياتهم الطبعية بنات وشباب ووجدتهم يجلسون على إحدى المقاهى المعروفة في وسط البلد ويدخنون الشيشة ويمزحون وقد تغيرت وجوههم بعد أن خلعوا الأقنعة التي كانوا يرتدونها أمام الكاميرات.

وفوجئت بمن كنت أتصورهم يموتون حزنًا والثورة تجرى في دمائهم بأنهم هم من يهدئون من روعى وينصحونى بألا آخذ الأمور على أعصابى.. وكان السؤال الذي فرض نفسه هو هل أنا أحب هذا البلد أكثر منهم لذلك فحزن طبيعى وغير مصطنع ؟ أم هم من فهموا اللعبة السياسية القذرة أكثر منى لذلك فهم من لديهم المقدرة الأكبر على الهدوء واصطناع انفعالاتهم؟

وأثناء انطوائى المعتاد مع نفسى لإعادة حساباتى اليومية اكتشفت أنهم على صواب وتذكرت أبيات الإمام الشافعى:
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسًا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالى فما لحوادث الدنيا بقاء

نعم.. فكم ثورة قامت في كل بلدان الدنيا وظهر الفاسدون يخربون والمنتفعون ينهمكون في جمع الغنائم والمستفيدون من الحرائق والدمار وانتهى كل شىء وعادت المياه إلى مجاريها الطبيعية لأن الطبيعة أقوى من أي تغيير غير طبيعى.. لذلك نحن في أشد الحاجة لعبد الفتاح السيسي بمساندة الجيش والشرطة وكل مؤسسات الشعب القوية ومساندة أبنائها المحبين لتراب مصر أن نتكاتف جميعًا يدًا واحدة لإعادة بناء وحدة الصف وبناء الوطن من جديد.

ولابد أن يظهر في هذه الفترة رجال حقيقيون وقيادات تصنعهم أعمالهم ولا تصنعهم الكلمات ولا الإعلام فقد طفح الكيل وامتلائت آذاننا بالكلمات فنريد الآن في تلك المرحلة أن يفرض علينا قيادات رأينا وعشنا أعمالهم وفكرهم وأن يأتى اليوم الذي يفاضل الشعب بين مرشحين لا أكثر هم الأكثر تأثيرًا وسوف لا يتم هذا إلا إذا كانت هناك أيدولوجية وإستراتيجيات تُظهر المواهب والقدرات وتفرز القيادات الحقيقية لا الهشة أو الكرتونية.

ياسيادة الرئيس القادم اعلم جيدا وأنا واثق أنك تعلم أن هناك من يكرهوك ويريدون نسفك ونسف المؤسسة العسكرية من الوجود ولكن هناك أيضا معظم أبناء وطنك يحبونك ويعشقون بلدهم ومستعدون أن يضحوا بأرواحهم من أجلك في سبيل وطنهم مصر.

لابد أن يشعر المواطن البسيط بالفرق منذ أول يوم من توليك منصب الرئاسة مع التوازى بعمل مشروعات قومية تخدم الأجيال القادمة ويستفيد منها بالقدر المستطاع الأجيال الحالية.

المهمة صعبة جدًا وأنت لها بإذن الله.. أدعو الله أن يساعدك ويلهمك الصبر.. واعلم أن مصر سيحفظها الله وسيحفظ كل من يريد لها الخير.. فلا تخف ما دمت تحب الوطن وتسعى من أجله فالله المعين وهو السند.. رعاك الله وحفظك يامصر أبية وقوية ولك الله خير المعين والمنصف.
الجريدة الرسمية