رئيس التحرير
عصام كامل

الماكينة بتطلع.. كلااااااام..!


في فيلم عائلة زيزي الشهير صرخ فؤاد المهندس وقال ( هيييه.. الماكينة طلعت قماش.. طلعت قماش !! ) كانت اللحظة هي ذروة الإحساس بالانتصار بعد مرات الفشل العديدة التي مر بها وهو يحاول إصلاح الماكينة لتنتج القماش، وبين ماكينة فؤاد المهندس التي أنتجت قماشا وماكينة بعض النخبة التي تنتج كلاما الفرق شاسع وكبير، ودعوني أقف قليلا أمام بعض صور ماكينات إنتاج الكلام، فقد أعلن المشير السيسي نيته الترشح لرئاسة مصر.


ورغم أن ذلك كان ولا يزال مطلبا شعبيا بامتياز إلا أن أصحاب ماكينات إنتاج الكلام تناسوا قيمة الإرادة الشعبية الجارفة غير المنكرة فتركوا القماش وتحدثوا في ( الهيافة ) كيف يعلن ترشحه وهو يرتدي البذلة العسكرية ؟ لماذا أذاع التليفزيون المصري كلمة إعلان الترشح ؟ ما يقوله هو كلام عام وخطاب رومانسي !! الكلمة كانت طويلة !! الرجل يطلب من الشعب أن يتحمل أكثر مما يحتمل !! بعض أنصار المرشح المحتمل حمدين صباحي لا يرحبون بترشح المشير ويطلبون من التليفزيون المصري إذاعة كلمة حمدين للترشح للرئاسة !! كلام في كلام في كلام..الماكينة لم ولن تتوقف عن الكلام.!!

الصورة الثانية.. هو ذلك الجدل الدائر حول إبراهيم عبد العاطي - دون ألقاب - الذي اكتشف أو صمم جهاز كشف وعلاج فيروس سي - والذي لا يعنيني من قريب أو بعيد - وأظنه جدلا لمجرد الجدل والشوشرة والخيبة القوية يعبر فقط عن فشل في التعاطي مع قضية من أخطر القضايا الصحية التي تواجه الشعب المصري أنتجت فيه الماكينة كلاما من النوع الرديء سيئ السمعة، ولم تنتظر حتى وجود بارقة أمل للمرضى الذين ينتظرون الموت قبل الشفاء !! ولهؤلاء ومعهم من يسخرون ويهزءون أقول:

إذا صح وجود جهاز للتشخيص والعلاج فسأقبل يد هذا الشخص- أيضا دون ألقاب- حتى وإن كان معه الشهادة الابتدائية أو فني معمل أو حتى تمرجي في عيادة.. العبرة بما أنجز ما لم ينجزه حملة الشهادات العلمية العالية.. فربما أنار الله بصيرته وأعطاه القدرة على الاكتشاف، وساعتها سنجد من يهزءون به ويسخرون منه يسارعون لالتقاط صورة بجانبه والثناء عليه.. انتظروا حتى تنجلي الحقيقة لأن نجاحها فيه أمل للملايين من المصريين، وإن لم يكن صحيحا فيكفي أنه اجتهد في وقت لا يجتهد فيه الكثيرون الذين لا يملون الكلام وادعاء المعرفة، وراجعوا إن كان لديكم بعض الوقت كل من ساهموا في تغيير البشرية باكتشافاتهم هل كانوا يحملون شهادات الدكتوراه أو جائزة نوبل.. أم أننا ما زلنا بلدا يقدس الشهادة أكثر من قدرة الله في خلقه؟

الصورة الثالثة لتلك الماكينة التي أنتجت كلاما بدلا من القماش هي مشروع بناء مليون وحدة سكنية للشباب بأسعار مخفضة وبعيدة عن استغلال أصحاب المليارات الذين يتاجرون بأحلام الشباب ومستقبلهم.. خرج الكلام يشكك في قدرة الوطن والدولة على إنجاز هذا المشروع وكأنهم يريدون له ألا يرى النور !! كيف يمكن بناء 200 ألف وحدة في العام ومن أين الخامات ومن أين التمويل ؟ ولماذا القوات المسلحة ولماذا الإمارات ولماذا هذه الشركة ؟ هل هذا المشروع هو دعاية ودعم للمشير السيسي.. وهل يجوز للدولة أن تدعم مرشحا دون الآخر ؟

أصحاب ماكينات إنتاج الكلام لا يعنيهم غير الكلام لأنهم فاشلون في القدرة على جعل الماكينة تنتج قماشا كما فعل فؤاد المهندس ومع ذلك وللأسف الشديد يصرخون فرحا ( هيييه.. الماكينة طلعت كلام.... كلاااااااام )
Elazizi10@gmail.com
الجريدة الرسمية