رئيس التحرير
عصام كامل

«حشمت.. مطلوب للعدالة».. القيادي الإخواني الهارب اتخذ من العنف والإرهاب صديقًا له.. بطل واقعة «الخميس الأسود».. «دحلان» يخرجه عن صمته.. ويزعم: انتظروا حدثًا قبل انتخابات

جمال حشمت القيادى
جمال حشمت القيادى الاخوانى

"اللهم اهلكهم واشرح صدور المصريين"، "النصر قريب وآت إن شاء الله، وإنما النصر صبر ساعة، وقد أوشك بفضل الله"... تلك كانت أجزاء من تدوينات للقيادي الإخواني جمال حشمت تعليقًا على ثورة 30 يونيو، لتتزايد بعدها حمامات الدماء بين المصريين.

ولايزال مسلسل هزيان القيادي الإخواني عرضا مستمرا، حيث أعلن القيادي البارز في تنظيم الإرهابية أن الجماعة تسعى إلى الوصول لتوافق سياسي على غرار ما نجح فيه راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، عندما تنازل عن السلطة، وكعادته لم يخل حديثه من الغموض، حيث أعلن أن "الجماعة تستعد لإعلان حدث سياسي مهم في شهر إبريل المقبل"، مكتفيا بالقول "سنضع أيدينا مع كل ثوري محترم منحاز للديمقراطية والحريات".

جدير بالذكر أن حشمت منذ يومين ومن خلال تصريح له قال "قريبا نحن على موعد مع حدث قبل الانتخابات الرئاسية، سوف يربك المشهد ويقلب (مضاجع الانقلابيين)، حسب قوله، ليس في الداخل فقط بل خارج مصر" لتحمل بذلك تصريحاته شبهة التردد.

القيادي الإخواني هو أحد أعضاء جماعة قررت أن تنتهج العنف والدم والإرهاب من أجل الوصول إلى أهدافها بالاشتراك مع جميع قيادات الإرهابية في محافظة البحيرة دائما ما كان يتقمص دور البطل والدوبلير، كل على حسب موقعه الذي حددته له قيادات الجماعة، القيادي الإخواني يتمتع بشعبية كبيرة بين إخوان محافظته ولكنه فقد ثقة قيادات الجماعة.

الكثير من الشكوك تلاحق "حشمت" خاصة وأنه ليس عصبا من أعصاب التنظيم، فهو ابن منظمة الشباب الناصرية في ستينيات القرن الماضي، لكن قواعد الإخوان فرضته على المكتب الإداري بالمحافظة، وهذا يفسر حصوله على عضوية الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، واستقالته من المكتب الإداري للجماعة بالبحيرة بينما كان يتم اختيار القيادات للمناصب التنفيذية والحكومية من داخل أهل الثقة بالتنظيم أصحاب السطوة والمال.

بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على الحكم ظهر الوجه القبيح لــ "جمال حشمت" من خلال واقعة التحريض على الاعتداء الذي وقع على المحامين والنشطاء أمام نقابة المحامين بمدينة دمنهور، وهي الواقعة المعروفة بـ "الخميس الأسود" في 7 يونيو 2013، والتي كان المحامون والنشطاء يطالبون خلالها بإقالة وزير الثقافة الإخواني المجهول، والذي لا يمتلك قيمة ثقافية أو إبداعية "علاء عبد العزيز"، ولكنهم فوجئوا وقتها برجال جماعة الإخوان الإرهابية يرتدون خوذا وبحوزتهم شوم وأسلحة نارية، ليعتدوا على جميع المتظاهرين، وهي الاعتداءات التي أسفرت وقتها عن إصابة 27 من النشطاء.

أيضا عقب هذه الواقعة خرج حشمت على قناة" الجزيرة " متهما حركة "تمرد" باستخدام سيدات سيئات السمعة خلال المظاهرات للتحرش بأعضاء الإخوان، وافتعال المشكلات معهم، وسادت بعدها حالة من الغضب الشديد بين النشطاء السياسيين بالبحيرة بعد هذه التصريحات.

أيضا استمرت رحلة "حشمت" التحريضية عقب ثورة 30 يونيو، فعندما تواجد في ميدان رابعة العدوية صرح بأن هناك أعدادًا كبيرة ممن شاركوا في 30 يونيو يتواجدون في اعتصام رابعة العدوية للمطالبة بعودة الشرعية، وأضاف أن "المواطن المصري سيدفع ثمنًا كبيرًا للانقلاب العسكري".

وعقب "تدوينة" له تزايدت الأعمال الإرهابية في مصر ثم اختفي بعيدا عن الأنظار كما أنه لم يتطلع إلى الخروج للتعقيب على إلقاء القبض على كل قيادات الإخوان، إلا أنه ظهر منذ فترة قريبة عندما شن هجوما على محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية، بسبب وصف الأخير للرئيس المعزول محمد مرسي بأنه «رئيس عاهة"، ومن خلال تغريدة له قال "حشمت" «عندما يسمح الخائن دحلان لنفسه أن يتكلم باسم الفلسطينيين، وأن يصف الرئيس المنتخب بالعاهة، فهذا يؤكد عمالته للانقلابيين، ودوره القذر في قتل المصريين".

الكثير من الأقاويل تؤكد أن "حشمت" هرب خارج البلاد، كما أنه مطلوب ضبطه وإحضاره على خلفية اتهامه بإحراق مبنى محافظة البحيرة، وكذلك التحريض على العنف في القضية رقم 12838 لسنة 2013 جنايات قسم شرطة دمنهور، وهو بهذا أحد "بلطجية" الجماعة الإرهابية المطلوبين للعدالة.

وجدير بالذكر أن "حشمت" من مواليد دمنهور بمحافظة في 3 ديسمبر من عام 1956، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة في نوفمبر 1980، كما حصل على دبلوم العلوم السياسية "دراسات برلمانية" في يوليو 2003 بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.

الجريدة الرسمية