رئيس التحرير
عصام كامل

باسم يوسف.. "لو ما تعرفش قول"


الاقتباس في فن الصحافة وارد فأنت من الممكن أن تقتبس أو يأتيك توارد خواطر لكن أن تنقل الكلام حرفيا فهذا خطأ، المشكلة أن باسم يوسف أساء لجمهوره ولنفسه لأنه لم يعتذر إلا بعد أن وقعت الفضيحة، كما أنه لم يعتذر عن سرقته للمقال بل اعتذر عن أنه نسي أن يوضح المصدر على سبيل أنه سقط سهوا ! 

والأسوأ أن باسم ظهر كشخص سطحى لا يفهم فمقاله كله أخطاء تاريخية بشكل كبير ومعتمد على أرقام وهمية ليس لها مصدر سوى خيال مؤلفها ويعبر عن انحيازه التام للنظام الأمريكي دون مبرر بأسلوب " هو كده إن كان عاجبكم ".. والخطأ الذي صدمنى شخصيا هو أن باسم ينقل من الفكر الإسرائيلي لقرائه من المجتمع المصري! فهل أصبح الفكر الصهيونى السياسي متفقا مع الفكر المصري أخيرا !

الدرس الأول في التاريخ 
بدأ باسم مقاله "بفلاش باك " حتى يذكرنا بأمجاد أمريكا في الماضي و"زغرات "ونظرات جون كيندي للاتحاد السوفيتي التي كانت تجعل السوفيت يتبلون على أنفسهم على حد قوله. واستدل في بداية مقاله بأزمة صواريخ كوبا التي وقعت عام 1962..والحقيقة أن ما حدث في تلك الأزمة هو أن أمريكا حاولت احتلال كوبا حتى تؤدب " فيدل كاسترو " وتضم كوبا تحت جناحها فقامت بعمليتين عسكريتين لغزو خليج " الخنزيرة والنمس " وفشلت واشنطن في تحقيق هدفها وتراجعت وأكبر دليل على ذلك تصريح الجنرال ليمان أحد الجنرالات الميدانين في الجيش الأمريكي الذي فضح الأمر وقال إنه كان من المفترض غزو كوبا ولكن ما حدث هو " أكبر هزيمة في تاريخ أمريكا " وأنهم الخاسر الأكبر في تلك الصفقة..".

الدرس الثاني في الاقتصاد 
بالنسبة لتلك المليارات التي تخص عمليات غسيل الأموال، التي تحدثت عنها فهى درب من دروب الخيال ولعب " عيال "، وأحب أن أضيف إلى باسم أن تقرير مدير " مركزتحليل الاتجاهات الإجرامية" والمختص في شئون الجرائم الدولية:

أن غسيل الأموال يتركز في منطقة أمريكا الشمالية وأن الولايات المتحدة وحدها لديها نصيب الأسد من تلك العمليات بنسبة 48% وبعدها إيطاليا ثم روسيا والصين إذن أين أوربا من تلك العمليات. باختصار لو أرادت روسيا أن تغسل أموالها فسوف تغسلها في الصين لأنها أقرب إليها.

الدرس الثالث في حقوق الإنسان 
أنت اتهمت بوتين بأنه ديكتاتور وأنه قمع 100 ألف متظاهر وأن أوربا لم تنطق بحرف واحد بسبب أموال الروس التي تمتلئ بها البنوك الأوربية، وأنها ستصمت حيال تلك الانتهاكات، وفى نفس الوقت تقول إن الشباب الأوكراني يريد أن يهرب من السيطرة الروسية التي تمتاز بالقمع لحقوق الإنسان حتى ينضم لتحالف أقوى "الاتحاد الأوربي" الذي قلت عنه في نفس الفقرة أنه يسكت على انتهاكات حقوق الإنسان وأنه أصبح مجرد "كلب فلوس " وأن الفساد ينخر في عضمه مثل السوس..وهذا تناقض تام.
وفي نفس الوقت قلت إن الاتحاد الاوربي تابع لأمريكا.. وهذا على أساس أن أمريكا لا تقمع المظاهرات.. إذن ماذا حدث في " ويل إستريت " ؟ لا.. فعلا " الشباب الأوكراني ذكى وبيفهم ".

الدرس الرابع في السياسة 
أما بالنسبة لفقرة أن بوتين يريد حربا والسلام كي يحقق مبدأ " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " وأنه سيحتل القرم مثلما فعل في جورجيا.
فهل تعلم أن هناك منطقة في جورجيا تدعى"أوسيتيا " تتبع جورجيا لكن لها حكم منفصل وبرلمان منفصل والإناس هناك يتحدثون الروسية وجوازات سفرهم روسية أيضا وخاضعين للحماية الروسية.

"أوسيتيا" نفسها كانت بتطالب بالاستقلال عن جورجيا منذ زمن وأن القوات الجورجية هي التي اقتحمتها إذن فجورجيا هي البادئة بالتعدى، وتم إعطاء الضوء الأخضر لبوتين لكى يحررها من ذلك العدوان الجورجي ويفرض السيطرة عليها ويؤمن خطوط الطاقة التابعة لروسيا ويؤمن الشعب الأوسيتى الناطق بالروسية.

وفى الوقت ذاته لم يقم الاتحاد الأوربي وأمريكا باتخاذ أي موقف سوى الكلام والاجتماعات والشجب والندب ولطم الخدود وشق الجيوب وعرفوا وفهموا أنه ليس في إمكانهم الدخول في حرب مع روسيا.

والوضع نفسه بالنسبة للقرم الأغلبية تتحدث الروسية ومعهم جوازات روسية والقرم له حكومة منفصلة وبرلمان منفصل عن الحكومة والبرلمان الأوكرني بما يعني أن من حقه الاستقلال.

والمدهش أنه استقل مثلما فعل جنوب السودان بالضبط بطريقة ديمقراطية عن طريق استفتاء شرعي شارك في مراقبته 23 دولة إذن الموضوع ليس به حرب مثلما ادعيت أو نقلت في مقالك والانتقال السلمي للسلطة تم بسلاسة وبدعم شعب القرم.
"وبعدين إنت طبيب مش سياسي.. فبلاش..تحكها".
الجريدة الرسمية