رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة امرأة تحولت من ثرية إلى خادمة.. شيماء لمحكمة الأسرة: زوجي سجنني ظلما وطلعني مجنونة.. رفضت معاشرته فقطع جسدي بأمواس حلاقة.. 38 غرزة في فخذي بسبب خناقة على "وجبة كفتة"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

جلست شيماء صاحبة الأربعين عاما مطأطئة الرأس أمام قاعة الجلسات بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، ترتسم على شفتيها ابتسامة تخفى وراءها حزنا دفينا، بدا وجهها شاحبا ونظراتها حائرة، وبسؤالها عن سبب وجودها بالمحكمة، قالت إنها جاءت لاستخراج شهادة "إثبات إعلان" لكى تتمكن من صرف نفقة صغارها الثلاثة والتي قدرتها المحكمة بـ200 جنيه لكل طفل من بنك ناصر.


أضافت أن البنك رفض تنفيذ الحكم دون هذه الشهادة، لافتة إلى أنها تتردد على المحكمة منذ نحو عامين في محاولة لاستخراج تلك الشهادة، لكن دون جدوى.

تفاصيل المأساة كما ترويها شيماء لـ"فيتو" بدأت منذ 18 عاما، حينما قررت عائلتها الثرية أن تنهى إقامتها التي دامت لأكثر من عشرين عاما بإحدى الدول العربية، وتعود لتستقر بالقاهرة، عائلة الزوجة الأربعينية لم تعد وهى محملة بالمال فقط ولكنها عادت ممزقة، أب وأم متزوجان على الورق فقط ولا يكفان عن الشجار.

حاولت المرأة الأربعينية البحث عن الاستقرار والحب اللذين هجرا بيت أسرتها منذ سنوات، فلم تجد أمامها سوى جارها الذي أزاغ بصره بريق الثراء الفاحش الذي تعيش فيه، وبدأ ينسج خيوطه حولها، أوهمها أنه رجل أعمال ثرى ذو جاه وسلطان، بهرها بحنيته وشهامته "المصطنعة" مستغلا حاجتها للإحساس بالأمان والسكينة، حتى سقطت في شباكه، وتعددت لقاءات الشوق والعشق بينهما.

وفى يوم تقدم ابن عمها لخطبتها، فاستنجدت بحبيبها لكى ينقذها من أهلها الذين يريدون أن يزوجوها رغما عنها، ثار الحبيب فصيده الثمين يكاد يضيع منه ومخططاته أصبحت في مهب الريح، فعرض على محبوبته الهرب معه، فوافقت دون تردد فهى لم تعد تتخيل الحياة دونه، وفى إحدى الليالى تسللت " المرأة الثرية" من منزل أسرتها محملة بما خف وزنه وثقل ثمنه، لتستقر مع زوجها في شقة بمنطقة النهضة ادعى أنها ملك له، ولم يمض سوى ثلاثة أيام على زواجهما، حتى اكتشفت أن زوجها الحنون أو كما ظنته كذلك، ما هو إلا شخص معدم ومدمن للمخدرات، وأن بيته ما هو إلا وكر يستقبل فيه أصدقاءه من المدمنين والعاطلين وأصحاب السوابق.

حاولت شيماء أن تنجو بنفسها فلجأت إلى أهلها، لكنهم طردوها وصموا آذانهم عن توسلاتها لهم بنجدتها، قائلين:" احنا بنتنا ماتت"، فلم تجد سبيلا سوى العودة إلى زوجها" العاطل"، عادت إليه ذليلة، فاستولى على مصوغاتها وأجبرها على النزول للعمل للإنفاق على "مزاجه "، وتحولت شيماء من فتاة مدللة إلى خادمة في البيوت.

لم يكتف الزوج بذلك بل أخذ يتفنن في إذلالها وتعذيبها، فكان تقطيع جسدها بأمواس الحلاقة وبقايا الزجاج جزاءها إذا رفضت معاشرته، وذات مرة أجرت خياطة بـ 38 غرزة في فخذها بعد "علقة ساخنة" بسبب تأخرها في إعداد " أكلة كفتة".

تضيف شيماء أنها حاولت الانتحار أكثر من مرة، وفى إحدى المحاولات، قفزت من الدور الرابع بعد أن اتهمها بإقامة علاقات جنسية مع آخرين، لكن ملابسها تعلقت بـ"منشر الغسيل"، وأصيبت بتمزق في العمود الفقارى.

وبعد سنوات من الحياة التعيسة تزوج عليها سيدة "سيئة السمعة " تكبره بخمس سنوات، تولت الإنفاق عليه، ورغم ذلك تحملت من أجل أولادها الثلاثة إلا أنه اتهمها في محضر رسمى بحرق سيارته الخاصة، وأرفق بالملف تقارير طبية مزورة - حسب روايتها- تقول إنها مريضة نفسية، وبالفعل تم إلقاء القبض عليها وحبست 4 أيام على ذمة التحقيق، لكن أفرج عنها لعدم كفاية الأدلة.

خرجت شيماء من محبسها، لتجد نفسها وصغارها في الشارع، فزوجها "المصون "، باع الشقة، حينها لجأت إلى محكمة الأسرة، ورفعت قضية طلاق، حكم لها بالطلاق ونفقة صغار لم تحصل عليها حتى الآن بسبب رفض بنك ناصر صرف المبلغ دون شهادة " إثبات إعلان" رغم صدور حكم نهائى بذلك.

استأجرت شقة وعملت بإحدى شركات الأغذية مقابل 700 جنيه شهريا تدفع 400 جنيه منها ايجارا لشقتها، وتكمل باقى شهرها معتمدة على الاستدانة من جيرانها.

كل ما تتمناه المرأة الأربعينية التي مات والدها بحسرته عليها، وحرمت من ميراثها ومنعت من حضور جنازة والدتها بسبب غلطة لا تزال تسدد فاتورتها حتى الآن، أربعة جدران تحتمى بها مع صغارها، وتمكينها من صرف نفقة صغارها المتجمدة منذ سنتين.
الجريدة الرسمية