رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن وموسكو «وجهًا لوجه».. «أوباما» يحذر روسيا: أي تدخل عسكري في أوكرانيا «سيكون له ثمن».. مسلحون موالون لـ«بوتين» سيطروا على مبنى «الإذاعة والتليفزيون&#

فيتو

تصاعدت الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على خلفية ما تشهده أوكرانيا من أحداث عقب عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش؛ إذ حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن أي تدخل عسكري روسي في أوكرانيا «سيكون له تكلفة»، بعد تقارير عن تحرك عسكري روسي داخل أوكرانيا.

وأبدى «أوباما» قلقه إزاء ما تحدثت عنه التقارير من تحرك عسكري، وقال للصحفيين في البيت الأبيض: «نشعر الآن بقلق عميق من تقارير التحركات العسكرية التي يقوم بها الاتحاد الروسي داخل أوكرانيا»، مضيفًا أن «أي خرق لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا سيزعزع الاستقرار بشكل كبير»، وتابع: «الولايات المتحدة ستقف مع المجتمع الدولي في تأكيد أنه ستكون هناك تكلفة لأي تدخل عسكري في أوكرانيا».

وتعقيبا علي تهديدات «أوباما، قال فيتالي تشوركين، سفير روسيا في الأمم المتحدة، إن أي تحركات عسكرية روسية في القرم تتمشى مع ترتيبات موسكو الحالية مع أوكرانيا بشأن نشر القوات العسكرية في تلك الجمهورية السوفيتية السابقة.

وفي الوقت نفسه أعلنت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامنتا باورز، في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، أن بلادها طلبت أن يتم فورا إرسال «بعثة دولية للتوسط» في قضية شبه جزيرة القرم، داعية روسيا إلى سحب قواتها من هذه الجمهورية الأوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي.


وقالت «باورز»، في ختام اجتماع لمجلس الأمن أن البعثة التي تطالب بها واشنطن ينبغي أن تبدأ بخفض حدة التوتر وتسهيل إجراء حوار سياسي سلمي ومثمر بين كل الأطراف الأوكرانيين، مشددة على وجوب أن تكون مستقلة وتتمتع بالمصداقية وأن تكون حريصة على وحدة الأراضي الأوكرانية.

وكانت الأنباء أفادت أن مجموعة من المسلحين، سيطروا على مبنى هيئة الإذاعة والتليفزيون، في مدينة آق مسجد (سيمفروبول) عاصمة جمهورية القرم، ذاتية الحكم الموجودة جنوب أوكرانيا، فيما سيطرت القوات الروسية على مطارين في منطقة القرم الأوكرانية صباح الجمعة.

ووصف وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، الجمعة، أن ما حدث غزو عسكري، وقال: «أعتبر ما حدث غزوا مسلحا واحتلالا في انتهاك لكل الاتفاقات الدولية والأعراف».

وفي خطوة تصعيدية، قال مسئول أمريكي كبير، الجمعة، إن الرئيس باراك أوباما، والزعماء الأوربيين، سيبحثون عدم حضور قمة مجموعة الثماني التي تعتزم روسيا عقدها في سوتشي هذا الصيف، إذا تدخلت روسياعسكريا في أوكرانيا.

وقال المسئول الذي تحدث إلى "رويترز" شرط عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة تتشاور مع شركائها الأوربيين بشأن الإجراءات المحتملة التي قد تفرض على روسيا مقابل أي تدخل في أوكرانيا.

وصرح مسئولون أمريكيون بأن واشنطن رأت مؤشرات على تحرك قوات روسية من وإلى منطقة القرم الأوكرانية الجمعة، لكن أعدادها والهدف من هذه التحركات غير واضح. 

وأضاف المسئول الأمريكي الكبير إن الرد الأمريكي قد يتضمن وقف زيادة حجم العلاقات التجارية الذي تسعى موسكو إليه. 

وكان أوباما ألغى مشاركته في قمة ثنائية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كانت مقررة الصيف الماضي، ردا على منح روسيا لجوءا مؤقتا للمستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن، الذي سرب وثائق سرية كشفت عمليات المراقبة التي تقوم بها الوكالة حول العالم.

فيما قال الممثل الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة، السفير يوري سيرجييف، اليوم السبت، إن روسيا تقوم حاليا بالعدوان على بلاده وانتهاك سيادة أوكرانيا، وطالب مجلس الأمن الدولي بالتحرك و«تقديم الدعم السياسي والأخلاقي لبلاده، والنظر في مدي خطورة التحركات العسكرية الروسية، وفي حجم الأزمة التي تواجهها كييف حاليا، وتهدد السلام العالمي».

وأكد المندوب الأوكراني الدائم في تصريحات للصحفيين – عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا عصر اليوم بتوقيت نيويورك - أن أعدادا كبيرة من قوات الجيش الروسي، وعتادا عسكريا وطائرات هجومية عبرت الحدود إلى داخل أوكرانيا، ووصف ذلك بالعدوان والانتهاك لسيادة أوكرانيا.

وحذر السفير من استمرار روسيا في تنفيذ "عدوانها وانتهاكها" لسيادة أوكرانيا، وطالبها بسحب كافة قواتها وعتادها العسكري من شبه جزيرة القرم على الفور.

وأوضح السفير يوري سيرجييف في تصريحاته للصحفيين «لقد عبرت أعداد كبيرة من الجنود العسكريين الروس وناقلات الجند و11 طائرة هليكوبتر هجومية لحدودنا المشتركة مع روسيا، ورصدنا تحركات لسفن روسية بقيادة كابتن في الجيش الروسي، يدعي ألكسندر تولموتشوف».
الجريدة الرسمية