رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. تطهير عرقي للمسلمين في أفريقيا الوسطى.. «ديلي تليجراف» تشهد أن الجرائم كتاب كلما قلبت صفحاته تشاهد الأبشع.. الجيش الفرنسي يحمي مصالح بلاده وجنوده متواطئون.. الأزهر يندد بالصمت العال

فيتو
18 حجم الخط

تشهد أفريقيا الوسطى مأساة نتيجة عمليات التطهير العرقي والإثني للمسلمين لدوافع دينية، وهي جرائم عنصرية طبقًا للقانون الدولي لم يتحرك أحد لوقفها، وتتم في وضح النهار على أيدي ميليشيات «أنتي بالاكا» المسيحية المتشددة، وهي متهمة بارتكاب مجازر وتطهير ديني أمام أعين العالم ونقلتها كل وسائل الإعلام.

تتم عمليات القتل بالذبح والضرب بالأسلحة البيضاء والنارية وتقطيع الأعضاء البشرية وحرق للمنازل والمحاصيل واغتصاب للنساء وإعدام للأطفال.

ترتكب الميليشيات المتشددة جرائمها بحق الأقلية المسلمة أمام أعين القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام الأفريقية التي تنتشر في جمهورية أفريقيا الوسطى بداعي بسط النظام وحماية الأقليات.

الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام تؤكد أن القوات الفرنسية والأفريقية لم تحرك ساكنًا وشاهدت مئات الآلاف من المسلمين الأبرياء المدنيين في أفريقيا الوسطى يتعرضون للإبادة، وعمليات التطهير الإنثي المستمرة بشكل يومي.

الأزمة تتفاقم والفرنسيون يقولون أنهم مقيدو اليدين، وأنهم بالغو الضعف، لأن عدد قواتهم المنتشرة منخفض ولكن لا يمكن إعفاء جيش فرنسا لأنه شاهد على ما ثبت أن مجازر وعمليات تطهير إثني تستهدف المسلمين وهو متهم بالوقوف موقف المتفرج وجنوده متهمون من قبل المنظمات الدولية بالتواطؤ مع المسيحيين المتشددين.

تأتي شهادة صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية كدليل على ما يحدث هناك وقالت الصحيفة أول أمس الأربعاء، أن عشرات الآلاف من المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى قُتلوا، وهناك عمليات نزوح لمجتمعات وقرى بأكملها نتيجة لتخاذل قوات حفظ السلام الدولية. 

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الأحداث في أفريقيا الوسطي ككتاب كلما قلبت صفحاته الواحدة تلو الأخرى وجدت صورا لقتلى المسلمين يموتون بأفظع الوسائل سواء بالمناجل أو التعذيب حتى الموت أو السحل والإعدام غير القانوني أو بإطلاق النار عليهم أو بالتفجير أو بالحرق وهو ما يجعلك تغلق الكتاب سريعا من هول ما تراه.

وقالت الصحيفة، إنه من بشاعة وكثرة أعمال القتل تمر أيام يتم تسجيل أعداد القتلى في مشرحة العاصمة بانجي فقط وليس أسمائهم ولا حتى أسباب الوفاة قبل دفن الجثث في المقابر الجماعية.

من جهة أخرى تحركت بعض المؤسسات الإسلامية وطالب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الفاتيكان، بالإدانة الصريحة للمجازر التي تركتبها جماعات مسيحية متشددة في أفريقيا الوسطي وبورما وغيرهما. 

وأدان «شومان»، خلال كلمة الأزهر في مؤتمر الأديان والعنف المنعقد في إيطاليا والذي تنظمه منظمة «سانت إيجديدو»، صمت الدول الكبرى على ما يحدث من جرائم بحق المسلمين في أفريقيا الوسطى، وطالبهم بالتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين في تعاملهم مع القضايا الدولية، والتوقف عن التحيز ضد المسلمين، ما يدعم الشعور بالقهر الذي يولد رد فعل عنيف.
الجريدة الرسمية