رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر كواليس إقالة رئيس المخابرات السعودية..الأمير بندر بن سلطان فشل في سوريا وتسبب في توتر حاد بين واشنطن والرياض..خليفته الأمير "نايف" ينتهج إستراتيجية "اللاعنف"..وتوقعات بسياسة جديدة صوب دمشق وطهران

رئيس المخابرات السعودية
رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان

حالة من الغموض على الصعيد العربي والدولي حول مستقبل رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان، عقب تداول معلومات صحفية تتعلق بتجميد مهمة الرجل أو الإطاحة به من منصبه، وأخرى تتحدث عن سحب الملف السوري من يده عقب إخفاقه.
وربما يكون لموقع الاستخبارات الإسرائيلي "ديبكا" السبق في حل طلاسم الأزمة، والذي كشف نقلا عن مصادر أمريكية بأن العائلة المالكة بالسعودية أطاحت بمستشار الأمن القومي ورئيس الاستخبارات السعودي الأمير بندر بن سلطان. 
وأشارت مصادر "ديبكا" إلى أن الأمير "بندر" كان الرجل الرئيسي في العائلة المالكة السعودية، وهو الذي وقف كحائط صد سعودي ضد التقارب الإيراني الأمريكي، وضد سياسة أمريكا في سوريا، معتبرًا أن الإطاحة به إنجاز آخر لسياسة أوباما في المنطقة.
وركز "ديبكا" على أنه على الرغم من أنه لم تصرح أي مصادر رسمية سعودية بعزل "بندر" إلا أن مصادر الموقع علمت باختفاء رئيس المخابرات السعودي من على مسرح أحداث الشرق الأوسط منذ نحو شهر، بالتحديد في منتصف يناير الماضي، عندما أعلن ذهابه إلى واشنطن، من أجل التجهيز لزيارة الرئيس أوباما إلى الرياض في نهاية مارس المقبل، مؤكدًا أن "بندر" لم يصل واشنطن، وفي الرياض رفضوا الإفصاح عن مكان اختفائه.
وذكر الموقع الإسرائيلي، أن مصادر في المخابرات الأمريكية صرحت أمس الأربعاء أن بندر موجود في الولايات المتحدة، لكنهم رفضوا تحديد مكانه، كما أشاروا أنه منهك ويمر بحالة تعب شديدة.
وزعم "ديبكا" على لسان مصادر أن رئيس المخابرات السعودية تمت إقالته؛ بسبب فشل سياسته في سوريا، مما نتج عنه خلافات بين واشنطن والرياض.
وشدد "ديبكا" على أن العلامة البارزة خارجيا على إقالة "بندر" هي غياب الأمير بندر عن اجتماع عقد مع رجال الأجهزة الاستخباراتية في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي في واشنطن سرا من أجل التنسيق المعلوماتي مع حكومة أوباما فيما يخص سوريا، وحل بدلًا منه وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، والمعروف بأنه من أشد المعارضين لسياسة الأمير بندر بن سلطان بشأن سوريا.
واختتم الموقع الصهيوني مزاعمه في هذا التقرير، بأن الأمير محمد بن نايف مقبول من قبل إدارة أوباما، ويعتبر صديقا لكل من وزير الخارجية جون كيري، و"جون برنان" رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، علمًا بأن مصادر "ديبكا" في الخليج تؤكد أن "نايف" يقوم حاليا بدور رئيس المخابرات السعودية.
ومن جانبها اهتمت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بإقالة رئيس المخابرات السعودية الأمير المخضرم "بندر بن سلطان" باعتباره قائد جهود المملكة لتسليح وتمويل ثوار سوريا، في مؤشرات جديدة لعودة السلاسة في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية عقب تفاقم التوترات بشأن بعض الأزمات الشائكة في المنطقة وعلى رأسها نووي إيران وأزمة سوريا، وفقا لمستشارين بالعائلة المالكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إقالة "بندر بن سلطان" ربما تشير إلى تغيير جديد في سياسة الرياض تجاه ما يحدث بسوريا، ودعمها القوي لثوار سوريا في حربهم ضد نظام "بشار الأسد"، ومحاولة لكبح جماح الجماعات ذات الصلة بتنظيم القاعدة، وفقا لمسئولين أمريكيين سابقين وحاليين.

وذكرت الصحيفة أن "بندر" ترأس الملف السوري على مدى العامين الماضيين لكن دون جدوى أو نتيجة إيجابية تذكر، فضلا عن أنه كان سببا في ارتفاع وتيرة الصدع بين الرياض وواشنطن.

وأضاف محللون سعوديون: إن هذه التغييرات الجذرية في الملف الاستخباراتي تشير إلى تحول السعودية إلى الوسائل الدبلوماسية، بما في ذلك الضغط على روسيا وإيران وحزب الله، باعتبارهم الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد.

وأكد المحللون الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم أن السعودية ربما ستشهد إستراتيجية جديدة صوب سوريا ستكون أكثر هدوءا وانفتاحا وليست متطرفة كما كانت مع "بندر"، وسيكون هناك المزيد من السياسة والانخفاض في الوتيرة العسكرية.
الجريدة الرسمية