رئيس التحرير
عصام كامل

الشعوب تمشي على بطونها


الإخوان وأذرعهم ومن يواليهم ويمولهم لخراب ودمار الدول العربية وتفتتها إلى إمارات صغيرة تتصارع مع بعضها البعض هم من جعلونا في مؤخرة الشعوب وفى ذيل العالم الثالث.


ففى البداية كانت فكرة زُرعت في وجدان المجتمع على أنهم حماة الإسلام وأن الإسلام يحارب من الغرب وهم من يدافعون عنه ومحاولتهم لخلق ما يسمى بالفئة المتضهدة لتشكيل وعى جمعى وحشد الحشود المتعاطفة مع قضيتهم الكاذبة.

فحركات الإسلام السياسي لها جذور فهى ليست ظاهرة حديثة وليست كيانا واحدا ولكنهم يشتركون في وحدة الهدف.
فلا يمكن قياس دولة بالأخرى فالإسلام السياسي في كل دول يتنوع وفقا لظروف كل دولة وتقاليدها.

ولكى نعرف ونحدد مستقبل الإسلام السياسي في مصر والدول العربية ونحارب هذه الفكرة المدمرة فلابد أن نعرف ماهية الإسلام السياسي:

فهى تلك الأحزاب السياسية سواء كانت حزبا أو جمعية تقوم بتوظيف الدين من أجل الحشد السياسي للوصول إلى السلطة، مع وجود الأيديولوجية الدنية وفوضى الشعارات والمسميات مثل الحل الإسلامى والنظام الإسلامي والإسلام هو الحل وغيرها من المستجدات.
وسمعت خلال السنة الماضية بأكملها سيناريوها لمحاربة فكرة الإرهاب باسم الإسلام:

السيناريو الأول: هناك من ينادى بالإبقاء على الوضع القائم والسماح لهم بممارسة حقهم في الحقل السياسي وهذا سوف يؤدى إلى مواجهات مستمرة تزعزع الاقتصاد وستكون عائقا فولاذيا لبناء قواعد دولة تريد التقدم.

والسيناريو الثانى: وهو الكارثى وهو إستراتيجية الاستئصال عن طريق العنف. وهو سيناريو لا يمكن تحقيقه وغير أخلاقى وتكلفته المعنوية هائلة فلا يمكن هزم الفكرة بقوة السلاح فالفكرة تهزم بفكرة أخرى ولا نعتقد أنها مجرد أفكار بل هي تستند إلى قواعد عميقة في المجتمعات فلا يمكن حل هذه الظاهرة فقط بالأمن.

وأنا لا أتكلم عن عدم مواجهة الإرهاب بالسلاح والأمن حتى لا يُفهم غير ما أقصد فأنا أتكلم عن مواجهة فكرة الإسلام السياسي داخل المجتمعات والشعوب ولكن الإرهابيين ومن يفجرون ويقتلون لا سبيل غير التعامل بعهم بكل حزم وقوة بالطبع.

لذلك فالسيناريو الثالث والأقرب إلى الصحة هو سيناريو ثقافة الموطنة وهذا السيناريو يتطلب مجهودات عالية في كيفية إعادة بناء ثقافة المجتمع وإعادة العلاقة بين الدولة والمجتمع والمساواة بين المواطنين وتجريم التميز بينهم وتجب تصفية منابع الفكر الإرهابى وهذا يتطلب فهما عميقا لأسانيد وأسس الحركات الإسلامية وهى وجود الفقر والجهل والتخلف الفكرى والثقافى وعدم العدالة الاجتماعية.

ويتطلب هذا أيضًا حزمة من السياسات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية وأهم شىء يجب أن يبدأ به محاربة الفقر والجوع لآن الشعوب تمشى على بطونها ومراقبة خطباء المساجد والزوايا الذين يبثون سمومهم على البسطاء من الناس.

يجب أن يفهم الناس جيدًا بماهية الشريعة الإسلامية السمحاء وأقصد المجتمع الإسلامى لغلق الباب أمام تجار الدين لترويج بضائعهم الفاسدة للبسطاء ومحاربة البرجماتية المتمثلة في دعاة الفتن للوصول إلى الحكم، فقد سمعنا منهم الشىء ونقيضه فمثلا صوتك أمانة ستسأل عنه يوم القيامة هذا إذا كان التصويت لصالحهم وصلاتك غير مقبولة إن لم تنتخب وكانوا يقولون الانتخاب حراما والترويج لبرامجهم الفضائية وكانوا يحرمون شراء التلفاز ويحرمون مشاهدته حتى لو على برامج دينية لكن عندما أصبحوا هم نجوم الدين على كل الفضائيات أصبحوا يشجعون على شرائه ومشاهدته.

ويجب أن نعلم أن هناك علاقة وثيقة في المجتمع المصرى بين السياسة والعواطف فالعواطف تستبق العقل ومن هنا جاء تدين السياسة وتسيس الدين ومن هنا بدأت كل الكوارث التي نعيشها.

فيجب ألا نستهين بفئة قلية تتبنى فكرة إرهابية فكما تقول مارجريت مينت الأمريكية بأنه لا يجب أن نستهين بفئة قليلة تحمل فكرة فالتاريخ بدأ بفكرة في عقول البشر وكذلك الإسلام الحقيقى والإسلام السياسي. فلك الله يا مصر وفقك الله ورعاك.


الجريدة الرسمية